الصحابي الذي كان سيدنا جبريل عليه السلام ينزل بهيئته :
إنه الصحابي الأنصاري الجليل : دِحية بن خليفة بن فَرْوة بن فَضالة بن زيد بن عوف الكلبي
كان رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام ، وهو من منطقة دومة الجندل ، ثم عاد إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام وتوحيد الله تعالى ، فاستجاب لدحية من قومه بنو عليم بن جناب ، وبنو زهیر بن جناب، وكان رئيسهم: حارثة بن قطن الكلبي، وابنه ، فأسلما مع قومهما، ووفدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، وهما من الصحابة، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب عهد لحارثة بن قطن وطوائف کلب بدومة الجندل. وقد شهد على الكتاب دحية بن خليفة الكلبي.
كما كان لدحية الكلبي رضي الله عنه دور كبير دور في إسلام بني الضبيب الجذاميين ما بين صلح الحديبية وغزوة خيبر في مطلع سنة ٧ للهجرة.
وكان دحية رجلاً جميلاً فكان من أجمل الصحابة الموجودين في المدينة المنورة ، وقد تزوج درة بنت أبي لهب بنت عم الرسول عليه الصلاة والسلام.
كان رضي الله عنه إذا دخل المدينة لم تبق فتاة إلا خرجت تنظر إليه لأنه كان أحسن الناس صورة وجمالاً وجلالاً ، وفي ذلك قال ابن قتيبة: " كان دحية إذا قدم المدينة، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه ".
شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى بدر لم يشهدها ، كما شهد معركة اليرموك وكان قائد مجموعة كبيرة من الجنود ،
كما أنه كان رسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قيصر الروم ، ويقال أنه شهدَ فتح بيت المقدس.
وكان سيدنا جبريل عليه السلام ينزل على صورته حيث كان يمتاز هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه بالجمال الشديد
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ " رواه مسلم
في يوم من الأيام جاء جبريل عليه السلام ليحدث النبي عليه الصلاة والسلام وكان في دار زوجته أم سلمة ، فبعد أن فرغ جبريل من النبي عليه الصلاة والسلام ذهب النبي إلى أم سلمه وقال لها : مَن هذا ؟
قالت له : دحيه الكلبي "ايم الله ما حسبته إلا إياه ".
وفي اليوم التالي عرفت أم سلمه أن الذي كان يحدث رسول الله في دارها هو جبريل حتى سمعت خطبة النبي في الناس ويخبرهم بما جاء به جبريل عليه السلام .
ومما ورد في السيرة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بنفر من أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة ، فقال: هل مر بكم أحد؟ قالوا : يا رسول الله، قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبي، على بغلة بيضاء عليها رحالة، عليها قطيفة ديباج. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذلك جبريل ، بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم ، ويقذف الرعب في قلوبهم " ثم مرَّ دحية بعد ذلك.
توفي في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سنه ٥٠ هـ ، بمدينة المزة ، وهي إحدى مناطق مدينة دمشق في سوريا ، تقع في الجهة الغربية الجنوبية للمدينة على سفح جبل المزة.
المصادر / صحيح مسلم بشرح النووي / سير أعلام النبلاء/ السيرة النبوية لابن هشام
الصحابي دِحية بن خليفة الكلبي
العرض الشجري