هناك من يخلط بين حسن الظن والسذاجة ، والحقيقة أن لا علاقة بينهما فى رأيي الشخصي..
وليس كل حسن الظن بالناس ساذجاً..
إذاً ما الفرق؟
الفرق هو فى التصرف والفعل..
بمعنى ، بإمكاني أن أُحسن الظن بمن حولي ، على أن يكون فقط فيما يُبدوه لي من تصرفات وأقوال وأفعال تحتمل الخير أو الشر ، فأُحسن الظن بهم ، وآخذهم على محمل الخير..
أما السذاجة فهى ما يصدر من الشخص نفسه تجاه الآخرين ، أي فيما يخصه هو من مشاعر وتصرفات وأقوال ..
أن أُحسن الظن بشخص ، يعني أن لا آخذ كلامه أو فعله على المحمل السيء ، ولكن هذا لا يجعلنى أئتمنه على أسراري مثلا ، أو اتكلم معه بأريحية دون تكلف ، لمجرد أننى أُحسن الظن به..
هذه هى السذاجة ، لأنها ستجعل حياتي مشاعاً للجميع..
السذاجة أيضاً تكون فى توقع أفعال أو أقوال معينة من الآخرين دون وعود واضحة ، فالتوقع شئ خاص بالشخص نفسه ، وعندما يضع الشخص آمالاَ عريضة على غيره بحجة حسن الظن به ، ثم تخيب آماله ، فهذا نوع من سذاجة العواطف..
حسن الظن يجعلنا قادرين على التعايش ، ولكن السذاجة تأتى علينا بما لا تحمد عقباه..
حسن الظن والسذاجة يشتركان معاً فى أن كلاهما يتحكم فيهما إرادة الشخص نفسه..
فتجد الشخص الواعى يحسن الظن ، و لكنه لا يضع نفسه أبداً فى قبضة أحد ..
يختار بحكمة شديدة من يأتمنه ، لا يلدغ من جحر حية مرتين ، ويتعلم من دروس الحياة ..
فحسن الظن معناه أن تجعل باب خيرك مفتوحاً للآخرين ، ولكن بضوابط تجعل حياتك بها نوع من القدسية والخصوصية والإستغناء ..
ما يحميك من أن يعيث أحدهم فى حياتك فساداً ..
أحسن الظن وفي نفس الوقت كن كيساً فطناً..