🔴قد يصدر عن الصغير عملٌ يُغضب والديه أو يزعجهما، فلا يجوز التشديدُ عليه ولا تعنيفُه ومجافاته لصغره ولعدم اكتمال قدرته العقلية، بل يُعَامَل بالرِّفق، فقد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ» رواه مسلم؛ وفي روايةٍ: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الخَيْرَ كُلَّهُ» رواه مسلم.
🔴فالأخذُ بأسلوب الرِّفق والمسامحة يجعل علاقةَ الولد بوالديه علاقةَ محبَّةٍ يشعر بها ويميل إليهما بسببها، ويسمع النصحَ والتوجيه، أمَّا العنف في الصغر فمدعاةٌ للعنف في الكِبَر، والقسوةُ على الولد في الصغر تحمله على جفاء والديه في الكبر، وليس معنى هذا ترْكَ التشديد عليه مطلقًا، وإنَّما يجوز أخذُه بالشِّدة إذا لم ينفع الرِّفقُ والملاطفة والنصح والتوجيه، ويكون بإظهار الغضب والعبوسِ في وجهه، وعدمِ الرِّضا على تصرُّفاته، ورفعِ الصوت عليه، والصدودِ عنه وهجرهِ، تلك هي مظاهر التشديد، وقد تصل إلى ضربه ضربًا غير مُبَرِّحٍ إذا بلغ عشر سنين.
وقد جاء في الحديث: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ ـ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ـ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا ـ وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ ـ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي المَضَاجِعِ» رواه أبو داود.
ومعاملةُ الولد بهذه الصفة لتحسيسه بسوء أفعاله، أو لتقصيره في القيام بما هو مطلوبٌ منه.
📚مقتبس من الكلمة الشهرية رقم: ١٧ للشيخ محمد علي فركوس.