معاً لِـ نقتبسَ وروداً ملونة

نمتلك جميعًا قطعة سوداء مظلمة بداخلنا،
لن نستطيع أبدًا إيقاف أفكارها السوداوية من العبث بنا كيفما شاءت،
و لكننا بكل تأكيد نستطيع السيطرة عليها كيفما شئنا.

من وسط كل تلك النجوم في السماء، لدي واحدة منهم صديقتي،
منذ طفولتي و إلى الآن تستمع لكل ما أريد قوله فقط بهدوء و صمت،
و حينما أنتهي تختفي بخفة و كأنها تلتهم أحاديثي التهاما.

أنا جميلة، ليس لأني أستوفي معايير الجمال التي وضعوها بل لأنني أراني جميلة،
لا يهمني ما يراه الآخرون او كيف يروني! لا أعترف حتى بمعاييرهم فلدي معاييري الخاصة،
و هذا لأنني أحبني كيفما أنا و سأبقى أعتز بكل إنش بي دائمًا و أراه الأفضل على الإطلاق.

ما زالَ داخلي طفلةٌ لم تَكبُر ، لا تزالُ مُحتاجَةً للاهتمامِ والرعاية ،
ما زالت بسيطةً تُسعدُها قطعةُ حلوى وتُحزنُها كلمةٌ لا تعجبها مع نبرةِ صوتٍ لم تَأْلَفْها ،
تضحكُ لأتفهِ الأسبابِ ولأجلِها أيضًا تبكي ، لا زالتْ عفويةً ترى في وجهِها تفاصيلَ البراءة ،
نقيةٌ لا تَعرِفُ ضغينة وطيبةٌ لا تُجيد القسوة ، إنَّها لم تسمح للحياة أن تعبثَ بها أو أن تغيرَ منها ،
بل لا زالتْ تعفو وتصفَح ، تُسامِح ولكنها لا تنسى ، لا تنسى جُرحًا أحدَثَهُ أحدُهم بها ،
ولا تنسى معروفًا أسْداهُ لها أيضًا ، إنني لن أسمحَ لها بأن تُغادرَ داخلي يومًا ،
سأحفَظُها بين ضلوعي وأَأْتمنُ عليها صدري وسأفخَرُ ما حييتُ بأنها أنا .

لديَّ دائمًا رغبةٌ مُلحةٌ لفعل الخير وإن كان بسيطًا، كأَن أقول كلمةً طيبةً لأحدهم فيُشرقَ وَجهُه وتبتهج رُوحه، كأَن أُطمئن القلوب الخائفة، وأواسي القلوب الحزينة
أن أكون ممن ينشرون الأمل والسعادة، ممن يحفزون ويُلهِمون الناس لتحقيق أحلامهم.
سأنشر السَّلامَ بأدواتي البسيطة.

كم من أسيرٍ لدى الأسِرَّةِ البيضاءِ يأمُلُ أن يغادرَها يومًا وينظُرُ للسماءِ كلَّ يومٍ عساهُ يلقى حمامةً زاجلةً يبعث معها برسالةٍ لكلِّ صحيحٍ معافًا بأن اعلم أنه ما من مصيبةٍ هيَ الأعظمُ بعد المصيبةِ في الدينِ من فُقدان الصحة فلكم تمنيتُ أن أسيرَ إلى عملي كلَّ صباحٍ كما تسيرُ أنتَ متأفِّفًا ، ولكم تمنيتُ أن آكُلَ قطعةَ الخبزِ التي تغضبُ إذا لم تجِدْ غيرَها ما تأكُلُه ، إنني باختصارٍ أفتقدُ نعَمًا كثيرةً أنتَ تنعمُ بها لكنكَ قد ألَفتَها فلم تعُدْ مدرِكًا لها وإنَّ مما أخشاهُ عليكَ أن تُسلَبَ منك قبلَ أن تُدرِكَها بالشكرِ عليها .

لن أسمح لأحد أن يشعرني بثقلي عليه أو أن يعاملني بطريقة تشبه التجاهل ،
ولن أسمح بتقليل شأني، أو الإستهانة بمشاعري ، إما الوضوح أو الإبتعاد،
لن أقف في منتصف الأشياء فالمنتصف مؤذ جداً تارة أشعر بالمحبة وتارة أشعر بالضياع..

إنَّ لقلبكَ عليكَ حقّ، فاحفظهُ بعيدًا عن أيِّ شيء يُثقلّه،
دعهُ خفيفًا، مُزهِرًا، نقيًّا كغيمَّة في السَماء، و كُن لنفسِّك نورًا.

أنا أرقُّ من قسوةِ هذه الحياة ولذا فقد كان سهلًا لها أن تكسِرَني مِرارًا ،
وقلبي الصغيرُ لا يَقوى على حِملِها ولذا فقد اعتصرتْهُ بآلامِها دونَ أن تلتفِتَ أو تبالي ،
أنا ما زلتُ تلكَ الطفلَةَ التي شيَّبتْها باكرًا ،
فما زالَ طيفُها يسكُنُ داخلي ، ما زلتُ طيبةً رُغمَ أنها صفعتْني مرارًا حتى تُعلِّمَني أن أكون قاسية ،
إنني ما زلتُ أنا ، حقيقيةٌ ولا أُجيدُ التصنُّع ، وفيةٌ وليسَ لقدمي سبيلٌ إلى الغدر ،
إنني أقولُها لكَ بكلِّ ثقة : يمكنُني أن أكونَ ملاذَكَ الآمن ، ويمكنُكَ أن تثِقَ بي للحدِّ الذي تريد شريطةَ ألَّا تُذبلَ زهرَتي
وأن تهتمَّ بسقيِها فإنَّ تربتَها مُعَرَّضةٌ للجفاف وإذا ما جفَّتْ تُربتُها لم تجِدْ منها خيرًا ينفعُك .

والروح لا يليق بها سوى أن تزهر