انفاس مترمدة
مساءٌ رتيبٌ للغايةِ ، مكسوٌ بالهدوءِ المُصطنعِ الذي استوطنَ قَلْبيهُما منذُ أنّ عادا مِنْ عِند الطبيب وَقْد أخبَرهمْ بأنْ لا أملَ لهمْ بالإنجابِ ، هبطَ الليلُ مُبكراً ، وخلدَا إلى فراشهما وكلّ واحدٍ منهما فِي ذهنهِ عَصفٌ هادرٌ مِنَ الكَدّر ، جُثةٌ هامدَّة ٌبِلا حِراك ٍوحِمَمٌ غاضبةٌ تُطلقها أنفاسُهما عَلىَ فَتَراتٍ مُتلاحقةٍ تَتَناثرُ مَا بَين المَاضِي المُرتَجعِ كَشريط مُصوّرٍ كلُ هَمسةٍ فيهِ وقبلةٍ وَ حِينَ عِناق وَبَينَ مُسْتَقبلٍ يُنذرُ بِغيومٍ رَمَادِيةٍ وَحُزنٍ باِلقَلبِ لَنْ يَتَرَمّدْ ، تََتصَلبُ الزَوجة فِي الفِراش وَ قلبُها كَرَمَادٍ فِي مَهبِ الريحِ تَتَلاطمُ فيهِ السُرعَاتِ مِنْ كلّ حَدَبٍ وَصَوبْ ،فَهِي التي عَاهَدتْ زَوجها عَلى السَعَادةِ الأبَدِيّة وَبِلهجةٍ مُتَوَسِلةٍ تَساءَلتْ في نَفْسِها كَيفَ تُصبحُ الأحلامُ رَمَادا !؟ وَنَظَرَت نَحوَ زَوجِها وَهِي تَراه بِقَلبها لا بِعينها ليتهُ ينفعلُ أوْ حَتى يغضبَ فَيَبوحَ بمكنونةِ الغضبِ التي تَحْتَويهِ وَبلِهجةٍ مَائلةٍ للصَمتِ قالت :
-أليسَ مِنَ الأفضلِ أنْ نَنامَ فِي الوَقتِ الذي اعتدّنا فيهِ النوم . وَبصمتٍ حالكٍ نَظرَ نحو زوجتهِ نظرةً غريبةً انصهرَ فِيها الحزنُ وَالحبُ وَالدمعُ وَالأسى وَبِلسانً يرتعدُ أجابَ لا شيء ، ثُمَّ عاجلَ إجابته المُتَجَمِدة بدعوةٍ صريحةٍ لعدمِ القلقِ وَأزاح بنظره بعيداً عنها مُحاولاً أن يُخفي وَحشّتهُ وَفِي عَقلهِ تتناغمُ حركاتٌ مِنَ الصخبِ . تَمرَد الخوفُ لدّى الزوجة وباتَ عسيسُ الليلِ والذاكرةِ التي لا تَنامُ تُقلبُها كلّما هدأ أنينها حتى انفجرت بالبكاءِ ، وَها هِي أخيراً أحاسيسُها قد تَمَردَتْ عَلَيها وثارت دُموعٌ هادرةٌ ، تلكَ الدموعُ التي أثارت بزوجها حَكايا الودّ وَالحَنينِ لتَدّفَعَهُ نحو زوجته فيتحسسُ يدَها مُروراً لقلبِها حتى انتهى الأمر بعناقٍ موحش ٍتناثرتْ فيه ذكرياتٌ لا تغيبُ وحزنٌ وألمٌ عتيدٌ ، لكلِ واحدٍ منهما ندبةٌ تُنذرُ عن مستقبلٍ ملؤه الحزن والأسى . هدأت ثورةُ المشاعرِ لحينِ جولةٍ أخرى ، وَأطلت من جديدٍ شمسُ تشرينَ المُتَقلبةُ ، فإذ بهاتفِ المنزلِ تعلو رَنّاته ِ ، تَناولَ الزوجُ الهاتفَ بهدوء ٍراسخٍ كالقدرِ فإذا بالطبيبِ يُخبرهم بأن هناكَ خطأٌ مطبعيٌ وأنَّ فحوصاتِهم لا شيءَ فيها .. |
حلو حلو
أحسنتِ الجلب مشاعر شكرًا لكِ :5363[1]::5363[1]: |
رائع مااجدته كفيك وراقي الجلب
طبتم بخيرر:img_1489::img_1489: |
-
سلمت الأيَادي وَ يعطيك العَافية لرُّوحك إكليل الوَرد .:261: |
الساعة الآن 08:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.