منتديات صواديف عشاق

منتديات صواديف عشاق (https://s-eshq.com/vb/index.php)
-   ۞۩ قسم لـ الرسول والصحابة الكرام ۩۞ (https://s-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أتريد أن تخاصمني أمة محمد ... (https://s-eshq.com/vb/showthread.php?t=4655)

ريحانة القلب 03-03-2023 11:37 AM

أتريد أن تخاصمني أمة محمد ...
 


تروي فاطمة بنت عبد الملك أنها دخلت على عمر زوجها يوماً في مصلاه ، فوجدته واضعاً يده على خده ، و دموعه تسيل ، فقالت له :
ما بالك وفيما بكاؤك ؟ قال : ويحك يا فاطمة إني قد وُليتُ هذا الأمر ، ففكرت في الفقيرِ الجائع ، والمريضِ الضائع ، والعاريْ المجهول واليتيمِ المكسور ، والمظلومِ المقهـور والغريب
والأسير ، والشيخِ الكبير ، والأرملةِ الوحيدة وذي العيالِ الكثير، وأشباهِهم في أطرافِ البلاد، فعلمتُ أن الله سيسألني عنهم جميعا يومَ القيامة ، وأن خصميْ دونهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فخشيت ألا تَثْبُت
حجتي ، فلهذا أبكي.
وقد أوضح الصدِّيقُ رضي الله عنه ، عندما ولي الخلافة - وكان يشتغل بالتجارة قبل ذلك - قال : ( لا والله! ما يُصلح أمرَ الناس التجارة وما يَصلح لهم إلا التفرغ ، والنظر في شأنهم).
فهو يُؤسِّس مبدأً ومنهجاً لمن ولي أمرَ المسلمين : أنَّ الإمارة والتجارة لا يجتمعان في أحد ، إلا أفسدتْ إحداهُما
الأخرى ، ثم قال رضي الله عنه :
( وما بُدٌّ لعيالي ممّا يُصلحهم )
فترك التجارة واسْتنفق من مال المسلمين
ما يصلحه ، ويصلح عياله يوماً بيوم، ويحج ويعتمر ، ثم بدأت الْمُشاورات بينه وبين رعيَّته حول الْمُرتَّب الذي يستحقُّه هو وعيالُه ففرضوا له كلَّ سنةٍ ستةَ آلاف
درهم ، خليفةُ الْمُسلمين ، لا يتجاوزُ مُرتَّبه ستةُ آلاف درهمٍ في السنة كلِّها ؛ فهل وصل الشرقُ والغرب ، لمثل هذه الحضارة العظيمة والسياسةِ العجيبة؟! فأنفقَ - رضي الله عنه - في مُدَّةِ خلافته ثمانية آلاف درهم
فلما حضره الموت قال : إذا أنا مت ُّ، فخذوا من مالي ثمانية آلاف درهم ، وردوها في بيت المال ، فلما مات -رضي
الله عنه ، جاء الرسولُ إلى عمر بهذه الأموال فبكى عمر وقال: ( رحم الله أبا بكر! لقد أتعبَ مَن بعده ).
وهذا عمرُ الفاروقُ - رضي الله عنه- حين وفاته يُنادي ابنَه عَبْدَ اللَّهِ ويقول له : ( يَا عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ، انْظُرْ
مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ ) ، فَحَسَبُوهُ فوَجَدُوهُ سِتَّةً وثَمَانِينَ ألْفاً أوْ نَحْوَهُ ، قَال َ: فأدِّ عَنِّي هَذَا المال.
انظروا إلى النزاهةِ والأمانة الْعُمريَّة ، الذي تُجبى إليه كنوز كسرى وقيصر ، وتُنفَقُ على جميع المسلمين، وهو
لم يأخذ درهماً واحداً لحجِّه وعمرته وأعماله الخاصة به ، إنما يأخذ ما حُدِّد له من مُرتَّبٍ من الدولة ، فإذا بقي
طعامٌ زائدٌ عن حاجته ردَّه إلى بيت مال الْمسلمين ؛ فأيُّ أمانةٍ وعدالةٍ هذه يا أمَّة الإسلام؟.
ومن أمانته وحرصه على بيت مال المسلمين : أنه وضع على بيت المال رجلاً أميناً ، يُقال له معيقيب ، فكنس
بيت المال يوماً فوجد فيه درهماً ، فدفعه إلى ابنٍ لعمر ، قال معيقيب : فانصرفت إلى بيتي فإذا رسولُ عمر
قد جاءني يدعوني ، فجئت ، فإذا الدرهم في يده ، فقال لي : ( ويحك يا معيقيب! أردتَ أنْ تخاصمني أمةُ محمد
صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم ).
وهذا عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -، يقسم تفاح اَلْفيء ، فتناول ابنٌ له صغيرٌ تفاحة فانتزعها مِن فِيه
فأوجعه ، فسعى إلى أمه مستعْبرا ً، فأرسلت إلى السوق فاشترت له تفاحاً ، فلمَّا رجع عمرُ وجَدَ ريح التفاح فقال :
يا فاطمة! هل أتيتِ شيئاً من هذا الفيْء؟ قالت : لا ، وقصّت عليه القصة، فقال : والله لقد انتزعتها من ابني
وكأنَّما نزعتها عن قلبي ، ولكن كرهتُ أنْ أُضيِّع نصيبي من الله - عز وجل -، بتفاحةٍ من فيء المسلمين.
ينتزع تفاحةً من فم ولده ؛ لأنها لا تحل له .
روى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا
البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القُرى ومعه عبد له
فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس
هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم
خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا ، فجاء رجل حين سمع ذلك بشراك أو بشراكين فقال :
هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك أو شراكان من نار .
والشراك سير النعل على ظهر القدم ، فإذا كان الغال يؤاخذ بسير النعل الذي لا يساوي شيئا فكيف بما فوقه
من المال والمتاع العظيم ؟! فيا ويل من استحلوا الأموال العظيمة بمجرد وصولهم إليها ، وائتمانهم عليها
ويلهم ، ماذا سيحملون يوم القيامة على رقابهم؟ وما جوابهم لربهم حين يسألهم ؛ إذا كان سبحانه قد عذب
أشخاصا في قبورهم في شملة وعباءة ، وسير نعل .

القضية ليست في شملة أو عباءة ، أو سير نعل ، أو خيط أو ما سواه مما يحتقر في العادة ، ولكن القضية قضية
دين يدين الناس به لربهم ، وخلق يتخلقونه ، وأمانة يؤدونها ، ومن أخذ ما يحتقر أخذ ما فوقه ، ومن امتدت
يده إلى سير نعل امتدت إلى جام ذهب أو فضة ، ومن فتن بقليل المال فاستحله من غير حله ، ففتنته بكثيره
أحرى وأولى.
ولما علم بعض الصحابة رضي الله عنهم ما في الغلول من الإثم العظيم ، والعقوبة الشديدة ، والفضيحة في
الدنيا والآخرة ؛ استعفوا من الولاية ، واعتذروا من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قبولها ؛ فقبل النبي صلى
الله عليه وسلم عذرهم ، وأعفاهم من وظائفهم ، كان منهم سعد بن عبادة رضي الله عنه ، وأبو مسعود الأنصاري
الذي قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا ثم قال : انطلق أبا مسعود لا ألفينك يوم القيامة تجيء
على ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته ، قال : إذا لا أنطلق ، قال عليه الصلاة والسلام : إذا لا أكرهك ).
وفي زماننا حين يتولى رسم سياسات العمل رجلٌ لا يعرف الواقع ، فلا يقرأ جريدة ولا يستمع إلى نشرة أخبار
ولا يحسن قراءة أي شيء يحيط به ، فإن الخلل لا يحتاج إذ ذاك إلى شرح حيث تتولى شرحه النتائج ! .
وحين يتصدى للاجتهاد في أمور خطيرة أشخاص لا يملكون الحد الأدنى من المعلومات حولها ، وتترتب على
اجتهاداتهم فواجع أكبر من أي جريمة ماذا تكون الحال ؟ !
لقد آن الأوان لوضع الأمور في نصابها ، بتأهيل الشخص قبل إيجاد العمل الذي سيعمله ، بدلاً أن يوجد المنصب
ثم يبحث عمن يسد الفراغ ليس أكثر !
لذلك أحد أصحاب النبي الكريم قال يا رسول الله أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي ؟ ـ أي في وظيفة أو منصب ـ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ
عَلَى مَنْكِبِي ، ثُمَّ قَال َ: يَا أَبَا ذَر ٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَة ُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا
وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا .
نسأله سبحانه أن يجعلنا من الراشدين ... وأن ينصر بنا هذا الدين ...

كتبه الراجي عفو ربه
سامي بن عبد الحفيظ

https://l.top4top.io/p_19393jux41.gifhttps://l.top4top.io/p_19393jux41.gifhttps://h.top4top.io/p_1939htqzc1.gifhttps://l.top4top.io/p_19393jux41.gifhttps://l.top4top.io/p_19393jux41.gif


صواديف عشاق 03-04-2023 01:34 AM

بوكت عطاياك وجهود طيبهه

ولاحرمنا ذاك العطاء المنتوهج منك ذاتكك ريحانةة

لك :w6w_ee8:

ريحانة القلب 03-07-2023 10:26 AM

أحلى من يطل على متصفحي
تشكري يالغلا ماننحرم هالنور يااارب
:1 (366)::1 (366)::1 (366):

ليان 04-30-2023 04:45 PM

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

ريحانة القلب 05-19-2023 01:05 PM

كان حضوركِ مسك ينثر اجمل اريج هنا
اشكركِ من كل قلبي لتواجدكِ العذب
دمتِ بكل خير وسعادة
:275_1::275_1::275_1:

لحن الصباح 07-22-2023 11:49 AM

بارك الله فيك
جعله الله بموازين حسنااتك
يعطيك ربي العآفيه
تحياتي لك

ريحانة القلب 07-23-2023 11:39 AM

لحن الصباح
شكرًا لمروركِ العذب وإطلالتكِ الراقية

:rooh5(36)::rooh5(36)::rooh5(36)::rooh5(36):

ليان 08-06-2023 04:56 PM

جزاك الله خير

ريحانة القلب 08-06-2023 05:23 PM

مرور ندي بهي لا حرمنا الله منه
:rooh5(36)::rooh5(36)::rooh5(36):

سموالروح 08-07-2023 03:34 PM

جزاك الله خير الجزاء

وجعله في موازين حسناتك وكتب اجرك
ماننحرم من فيض عطائك وابداعك
ننتظر كل جديد يفيض به قلمك
لك كل الشكر والود


الساعة الآن 01:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009