منتديات صواديف عشاق

منتديات صواديف عشاق (https://s-eshq.com/vb/index.php)
-   ۞۩ قسم لـ الرسول والصحابة الكرام ۩۞ (https://s-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   محمد صلى الله عليه وسلم الخليفة الطبيعي للمسيح (https://s-eshq.com/vb/showthread.php?t=3910)

ملكة الحنان 08-31-2022 12:51 PM

محمد صلى الله عليه وسلم الخليفة الطبيعي للمسيح
 
محمد صلى الله عليه وسلم الخليفة الطبيعي للمسيح

للخلافة صور متعددة، مثل: الإرث للمولود الأول، كما في الشريعة اليهودية، أو حق ولاية العهد للابن أو الابنة الكبرى في النظام الملكي، أو بانتخاب أحد المرشحين بالأغلبية عن طريق التصويت، أو دينيًّا باختيار إلهي لرسول من قِبل الله عز وجل؛ كما في رسالة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم جميعًا السلام، الذين اختيروا وأعلنوا بالرسالة وأُعِدوا لها من قبل الله عز وجل، ويعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم خليفة للمسيح عليهما السلام لأسباب عدة:
1- تاريخيًّا ومن حيث الترتيب الزمني تعتبر رسالته تتابعًا منطقيًّا للأحداث.
2- لكونه مختارًا من قبل الله عز وجل.
3- تعتبر رسالته إنجازًا لنبوءات أسلافه من الأنبياء؛ لقول المسيح: (سوف يرشدكم إلى الحق كله).

وها نحن نعرض تلك الأسباب بشيء من التفصيل:
1 - تاريخيًّا:
النبي الكريم موسى عليه السلام سبق المسيح عليه السلام بحوالي 1300 عام، ومحمد صلى الله عليه وسلم ارتقى إلى مقام النبوة بعد غياب المسيح بنحو ستة قرون؛ أي: بعد فترة من الزمن يحتاج بعدها الإنسان إلى من يذكره ويرشده إلى طريق الحق، طريق من سبقه من آبائه وأجداده.

2 - لكونه مختارًا من قبل الله:
الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار رسله، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، وله معاييره الخاصة التي قد لا نفهمها أو نعرف الحكمة من ورائها دائمًا، فنجد القديس بولس يصرخ معترضًا: [لأن اليهود يسألون آية، واليونانيين يطلبون حكمة][1]، فرجل عالمي مثل القديس بولس يرى - حسب منطقه - أن طلب اليهود آيةً يعتبر حجر عثرة فعليًّا في سبيل إيمانهم، وطلب اليونانيين لحكمة حماقة في رأيه.

ولقد اختار الله موسى لرسالته، وكان رجلًا هاربًا من وجه العدالة، ويتهته في الكلام، والتوراة تصفه بأنه: [رجل أغلف الشفتين][2]، ولكن حينما أمره الله تعالى أن يواجه فرعون طاغية عصره لم يعبأ موسى بهذه العقبات، داعيًا الله الرحيم أن يعضده ويحفه، وهو ما وصفه القرآن بقول الله تعالى: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 24 - 36].

3 - تعتبر رسالته إنجازًا لنبوءات أسلافه من الأنبياء:
فبعد أن جاء موسى إلى بني إسرائيل وهم في مصر حيث الذل والمهانة والعبودية لفرعون وأهله، وبعد أن عبر بهم البحر ناجيًا هو ومن معه من بطش فرعون وجنوده، ومبلغًا لبني إسرائيل شريعة ربه الذي كلمه وفهَّمه وعلمه ما لم يكن يعلم، من بعد ما نسوا أو تناسوا ما كان عليه آباؤهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من عبادة الله وتوحيده - ها هو المسيح يأتي بعدما مر على موسى نحو ما ذكرنا من القرون، فيأتي لبني إسرائيل أيضًا وحدهم؛ حيث قال: [لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة][3]، وحيث جاء فيه أيضًا قول يوحنا: [إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله][4].

فها هو جاء إليهم بعدما تركوا شريعة موسى فلم يؤدوها على الوجه الأكمل، حتى إنهم أنكروا المسيح وجحدوه، وهو الذي يجدونه عندهم في التوراة، كما جاء على لسان المرأة: [قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له: المسيح يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء][5]، فقد أتى إلى بني إسرائيل ليخبرهم عما لم يخبرهم به موسى طبقًا لما أرسله الله به، وقد حاولوا قتله، إلا أن الله رفعه إليه؛ تكريمًا وحمايةً له، ولم يكن المسيح ليدع قومه قبل أن يخبرهم عن النبي الآتي إلى العالم، والذي يأتي ليقول ما لم يقله المسيح؛ وذلك لقول المسيح ذاته: [ولكن عندما يأتيكم روح الحق يرشدكم إلى الحق كله][6].

فها هو إيليا النبي والمعزي وروح الحق المرسل من قبل الله: محمد صلى الله عليه وسلم المختار والمصطفى من قبل الله، والذي جاء فيه قول الله في القرآن: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2]، فهو النبي الأمي الذي لا يعرف الكتابة، كما هو مذكور في نصوص التوراة: [أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة، ويقال له: اقرأ هذا، فيقول: لا أعرف الكتابة][7]، فهو الأمي الذي اختاره الله ليرسله لأمة أمية ليس لها إلا عبادة الأوثان والتقرب إلى الأصنام بشتى أنواع القربان، والتفنن في صنع الآلهة من الخشب والحجر والعجوى والطين، فأخذ بأيديهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأوثان والشرك بالله إلى تحطيم الأوثان، وتوحيد الإله، وإفراد العبودية له.

وقد وصفهم واحد من أعظم مفكري القرن الماضي، وهو (توماس كارليل)[8]، في محاضرة ألقاها يوم الجمعة الموافق الثامن من مايو 1840م، وكانت المحاضرة بعنوان: "كيف يكون البطل نبيًّا؟!"، وكان المستمعون من الإنجليكان، وهم المسيحيون الإنجليز، وصفهم قائلًا: "قوم رعاة أغنام، فقراء، هائمون على وجوههم في صحرائهم، مجهولون، لا يعبأ بهم أحد منذ فجر التاريخ، أرسل إليهم نبي بطل بوحي فآمنوا به، انظر المغمورين أصبحوا أفذاذًا بارزين، الفئة الصغيرة أصبحت عالمًا كبيرًا، وفي غضون قرن واحد وصل الإسلام إلى غرناطة بإسبانيا من جهة، وإلى دلهي في الهند من جهة أخرى، تتلألأ تلك الفئة في جرأة وشجاعة، وبهاء وعبقرية، وسطعت شمس العروبة لأجيال طويلة على مساحات شاسعة من العالم، إن العقيدة هي الدافع القوي للحياة، تاريخ أمة أصبح مثمرًا، روحها ارتفعت وارتقت بمجرد أن أصبحت صاحبة عقيدة، هؤلاء العرب مع محمد صلى الله عليه وسلم وقرن واحد من الزمان كمثل ومضة نزلت إلى عالم من الرمال السوداء التي لا يلتفت إليها أحد! لكن يا للعجب، الرمال تثبت كأنها بارود متفجر أشعل السماء من دلهي إلى غرناطة، إنني أقول: إن الرجل العظيم دائمًا كومضة من السماء ينتظرها بقية الرجال كوعاء من الوقود، ومن الاثنين تنطلق الشعلة"[9].

ونلاحظ أن (توماس) قرن مع محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء العرب، ووصفهم برجال كوعاء من الوقود ينتظر الومضة من السماء، وهي محمد صلى الله عليه وسلم، لتنطلق الشعلة من خلالهم جميعًا، وهذا ما يدعونا للحديث عن: الأتباع المختارون... فكما يختار الله رسله يختار أيضًا أتباع رسله، وفي عالم الروح لم يكن هناك شعب أكثر ملائمة لرسالة الرسل من الشعب اليهودي، ومع ذلك اضطر موسى أن يندب شعبه قائلًا: [قد كنتم تعصون الرب منذ يوم عرفتكم][10]، وفي العهد والوصية الأخيرة لموسى أحبط الإسرائيليون نبيهم الوديع الرقيق موسى الذي أجبر على أن يعنفهم على عنادهم المستمر ومقاومتهم وموقفهم المتعجرف تجاه تعاليم الله: [لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة هوذا وأنا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي][11]، وصار الحال على هذا المنوال إلى أن وصل غضب الله إلى الذروة، فينتقدهم بقسوة قائلًا: [هم أغاروني بما ليس إلهًا، أغاظوني بأباطيلهم، فأنا أغيظهم فأغيرهم بما ليس شعبًا بأمة غبية أغيظهم][12].

أغيظهم فأغيرهم بما ليس شعبًا بأمة غبية أغيظهم!!
استبدال اليهود شعب الله المختار بما ليس شعبًا بقبائل متفرقة هنا وهناك، وبأمة غبية أمية لا تعلم عن الله وشرعه شيئًا.

استبدال اليهود:
أي شخص بقليل من المعرفة بالكتب المقدسة يمكنه أن يستنتج من هم هؤلاء الذين كانوا في أعين اليهود المتعجرفين العنصريين ليسوا شعبًا، وليس لهم وجود، وأمة غبية، المعنيون بهذه الآية، وإذا لم يكن أبناء عمومتهم من أبناء إسماعيل (العرب) هم المعنيين بهذه الآية، وهم الذين سوف يستبدل الله بني إسرائيل بهم، فمن هم غير العرب - الذين ينطبق عليهم كلمات (توماس كارليل): "هائمون على وجوههم في الصحراء، لا يلتفت إليهم أحد منذ فجر التاريخ"؟

إنهم العرب، مر عليهم الإسكندر الأكبر ولم يلتفت إليهم، ومر عليهم الفرس ولم يعيروهم بالًا، حتى إن (يزدجرد) عظيم الفرس وآخر ملوكهم خاطب أحد وفود العرب إليه قائلًا: "إني لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى، ولا أقل عددًا، ولا أسوأ ذات بين منكم، قد كنا نوكل لكم قرى الضواحي فيكفوننا أمركم، ولا تغزوكم فارس، ولا تطمعوا أن تقوموا لفارس، فإن كان غرور لحقكم، فلا يغرنكم منا، وإن كان الجهد دعاكم، فرضنا لكم قوتًا إلى خصبكم، وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم، وملكنا عليكم ملكًا يرفق بكم"[13]، وقد أغفلهم المصريون والرومانيون من خططهم ولم يأبهوا لهم أيضًا.

فلماذا أهملهم كل هؤلاء؟ لأنهم كما جاء عنهم في التوراة: ليسوا شعبًا، وأمة غبية، ولأنهم - كما وصفهم يزدجرد ملك الفرس -: أشقى أمة، وأقل عددًا، وأسوأ ذات بين، قرى الضواحي تكفي فارس أمرهم، ولا تغزوهم فارس استخفافًا بهم، واحتقارًا لشأنهم.

لكن الخالق لم يُهملهم، لقد التقطهم من أعماق الظلمات، وجعلهم حملة مشاعل النور والمعرفة للعالم أجمع، ولم يكن ذلك محل الصدفة، وإنما هو وعد الله في التوراة: أنا أغيظهم فأغيرهم بما ليس شعبًا، بأمة غبية أغيظهم، وأيضًا تصديقًا لما ورد في الإنجيل على لسان المسيح: [لذلك أقول لكم: إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل على إثمارها][14]، فإن ما حدث في الحقيقة هو الإنجاز الكامل لوعيد الله في التوراة، ولنبوءة المسيح في الإنجيل[15].

صواديف عشاق 09-01-2022 12:11 AM

عواافي ..http://s-eshq.com/vb/images/smilies/a%20159ss.png.. عالجلب الطيب والقيم بوركتي
|ممتنهه . جداًhttp://s-eshq.com/vb/images/smilies/a%20159ss.png.
طبتم بخير

ريحانة القلب 09-01-2022 05:19 AM

متصفح عطر
جزاكِ الله خيرًا ملكة
:1372796228145:

ملكة الحنان 09-16-2022 08:59 PM

أسعدني مرورم بمتصفحي صواديف
ربي مايحرمني تواجدك وجديدك الشيق
:w6w_ee8:

ملكة الحنان 09-16-2022 09:00 PM

أسعدني مرورم بمتصفحي إرقاق عزمي
ربي مايحرمني تواجدك وجديدك الشيق
:w6w_ee8:


الساعة الآن 06:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
This Forum used Arshfny Mod by islam servant

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009