02-10-2023
|
#59
|
يا سيدتِي..
حينَ ترتدَينَ الأخضرَ أقسمُ لكِ أنَّكِ تُشبهينَ غُصنَ الزيتونِ العالقِ بشجرةِ سلام؛ يجذبُ إليهِ القلوبَ جذبًا، ويحطُّ عن المُتعبينَ تعبًا، ويُثيرُ دهشةَ المُقيمين، ويُحيِّر لُبَّ المُسافرين.
حينَ ترتدينَ الأخضرَ؛ استعيذي بربك أنْ لا تفتِني العابدين، أو تُحيِّري بدلالكِ الزاهدين، دَعي النُسَّاكَ وشأنهم، تحدثي مع العالم بحذرٍ من خلفِ حجابٍ كي لا يطمعَ الذي بقلبهِ مرض.
حينَ ترتدينَ الأخضرَ؛ تُشبهينَ وقتها إشارةَ المرورِ المُلفتةِ للنظر؛ الجميع يتلهَّفونها مُنتظرينَ العبور، تُشبهينَ ورقاتِ الصَّفصاف الظَّليلة؛ الكُلُّ يشتهي ظلَّها. تُشبهين آخرَ سُنبلةٍ خضراءَ في أرضٍ فلاةٍ جفَّ نبعهُا وليس للزارعين أملًا سواها.
حينَ ترتدينَ الأخضرَ ترفَّقي بنا وترحَّمي علينا وتمهَّلي من أجلنا. هذا أخضرُكِ أطاحَ بنا عِشقًا فكيف بأزرقَ كسماءِ روحكِ، أو أحمرَ كجمرِ شَفتَيكِ أو أسودَ يُشبهُ الكُحلَ القابِعَ في عينيكِ..
رِفقًا بنا سيدتي.
|
|
|
|