06-19-2021
|
#50
|
" ونفس الإنسان الواحد تختلف في شهواتها وميلها، فقد تشتهي اليوم ما تعافه غدًا، وقد تكره شيئا في يوم ثم تقبل عليه بنهم وشراهة في يومٍ آخر، وكذلك فإن مقادير إقبالها ونفورها تختلف من شهوة إلى شهوة، ومن يومٍ إلى يوم، ومن حال إلى حال، والعقلُ لا يُعطيها ما تُريدُ كيفما تُريدُ، ولا متى أرادت، لأن النفس تميل ولا تقدّر الزمان والمكان والحال، فقد تستعجل ما فيه ضررها، وتُؤخّر ما فيها نفعها، وقد تزعم التوسّط وهي مائلة، لأنّ لها شهوة في زعمها، والعقل يزن ويضبطُ ويشدّ ويرخي، ويجذبُ ويدفع ويزجر، فالنفس خلقت لهذا، والعقل خُلق لهذا."
• الفصل بين النفس والعقل ( صفحة 12 ) | الطريفي.
|
|
|
|