01-10-2024
|
#2
|
ويوم صَرَفته النفس آسفةً على موت حقوق الفقير ، متأوّهةً على فقدان العدل ، لهو أجلّ وأفضلُ من عمرٍ يُضيعه الإنسان مسروراً على مائدة الشهوات مستسلماً لقضاء الأنانيّة .
ذاك يوم يُطهرّ القلب بناره ويُفعمه بنوره ، وذا عمر يُخيّم عليه بجنحه القاتم ويلحده طي طبقات التراب . ذاك يوم كان يوم العبر ، ويوم الجلجلة ، ويوم الهجرة ، وذا عمر أنفقه نيرون في سوق المظالم ، ووقفه قارون على مذابح المطامع ، وطمره دون جوان في قبر الجسديات .
وهذه هي الحياة ، تمثلها الليالي على ملعب الدهر نظير مأساة ، وتنشدها الأيّام كأغنية ، وفي النهاية تحفظها الأبديّة كجوهرة .
جبران_خليل_جبران .
|
|
|
|