من قلب البساطة يأتي الجَمال

فى بعض الأحيان ، تكون الأمور واضحة ..
و الحقيقة ساطعة ، ومن ثم يكون إتخاذ القرار أمراً بسيطاً سهلاً ، ولكن ..
تجد من يغرق فى بحر التردد ، و يتجاهل وضوح الأمور حوله
هذا لأنه يخاف عواقب إتخاذ قراره ..
أو لا يستطيع مخالفة هواه ..
يشعر أنه ليس مهيئا لمواجهة نتائج قراراته ..
فتجده شخص حزين ، كئيب ، لأنه لا يستطيع تجاهل الواقع ووضوحه ..
و فى نفس الوقت لا يستطيع معاندة نفسه و تجاهل خوفه ..
الحياة سلسلة من القرارات نتخذها ، تحتاج شجاعة فى تنفيذها ..
و هناك قرارات تتأثر و تبنى على قرارات سابقة لها ..
أى أنك إن ترددت فى قرار ، حرمت نفسك من فرص متتالية
و القرارات مثل التجارب ، حتى يتبين صحتها ، عليك بخوضها و تنفيذها و مواجهة نتائجها و التعلم منها ..
الخوف والتردد و الأهواء يعيقون هذه العملية ، و قرارك بأن لا تقرر سوف يعيق سير حياتك ..
قرارك إنعكاس لقناعاتك ، حتى وإن خالفت هواك ، إنعكاس لشخصك الحقيقي حتى وإن خالفت الناس ..
فلا تجعل بعض الخوف يهزمك..

‏تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي..

في كلِّ مرَّةٍ يقف لسَاني عَن التكملة بعد تردِيد تلكَ الآية بكلِّ جوارحي ، وأشعُر بها في كلِّ مرَّة كم هي مطمئنة حقًّا ، تعترِيني السكِينة بأنَّك هُنا دومًا ، لَنْ تخذَلني ولَن تتركنِي إلَّا مجبورة ، راضِيِّة بالشكلِ الذي ترَاه أصلحٌ لي ، حتّى وإن تأخر مطْلَبِي ، أرُدد تلكَ الآية في نفسي لأطمئنُ بها " وَقَالَ ربُّكُمُ ادْعوني أَسْتَجِبْ لَكُم " ألِّح وادعِّ ، هذا كلِّ ما عليك واترك تلكَ الشئون لعلَّام الغُيُوبِ ..

تعلمُ مقدارِ ما يَملأه جوفِي من أمنياتٍ طَال بي الأمدّ في الدعواتِ بها ولنَ أكفُّ عن الدُّعاءِ بها ، تعلم كَمْ أنا بحاجةٍ لتحقيقِ هذا ، تعلم أيضًا حقُّ اليقِين مقدار ما يَعنِيه هذا لي، أعلمُ أنَّك قريبٌ ، مُجيبٌ للدُّعاءِ وأنَّ التأخِير هذا ما هو إلَّا لحكمةٍ خَفَّيه ..

لا أنُكِر كوني في كلِّ مرَّة أنَّي ‏لَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ أبدًّا شَقِيًّا ، لا أنُكِر الإشَاراتِ التي تُرسِلها لي في كلِّ مرَّةٍ أشعرُ بثِمّة خَوف أو ضعفٍ أو حِيرة لتُطمئنُنِي بها ..

وأعلمُ أنَّ هذهِ المرَّة أيضًا أنَّك ستجبُرني ، لَن أكفُّ عن الدُّعاءِ حتّى تأتيني بمَا دعوتُ إن شِئتَ ، ربِّ آتِني سُؤلي ورُدَّني إليكَ بقلبٍ مجبور ، ‏وآخِرُ دَعْوَاي أن تجبرُ فؤادي بمُبتغَاه إن كانَ خيرًا..

هناك ضوء لا ينطفئ ...
هناك ضوء لا ينطفئ و إن اجتاحك الظلام..
هناك أمل لا يكترث و إن اشتد الألم..
هناك رغبة في الحياة لا تنهزم و إن ازداد الفقد ...
هناك دائماً نور من الله يرفع الظلمات عنا..
هناك دائماً قوة ترافقنا و تدركنا و نحن على فم الهوة ...
هناك دائماً نسمة تهب على جروح الروح..
حتى تنجلي الغمة و نحن نعيش ما ينفك يحرسنا و يلمسنا بلطف غامض ما ليس مرئياً..
وإلا... فما الذي يبقي الفتى حياً..

مساء الفرح ، لهؤلاء الذين رغمَ حزنهم ، لا زالـــــوا للحياةِ مُبتسميــــــن..

أريد الإطمئنان عليك ..
جملة غالية جدا ، عندما تقال لك في وقت أنت فيه فعلا لست على مايرام ، تكون بمثابة طبطبة تمس الروح..
أريد الإطمئنان عليك ..
أغلى من أفتقدك وأحبك وكيف حالك وهل أنت بخير..
أريد الإطمئنان عليك ..
تعني أنني على استعداد أن اسمعك وأقف معك ، لو حكيت ما يفرحك سأشاركك فرحك ، ولو حكيت مايحزنك ، ستجدني معك ، أخفف عنك وأحمل معك همك..
في حياتك إن لم تجد من يقول لك أريد الإطمئنان عليك ، قلها أنت لمن يهمك ، أخوك ، صديقك ، حبيبك..
قلها للقريب الذي يحتاج أن يسمعها ويقدرها لو قلتها..
ولكن المهم ، إن قلتها ، فعليك أن تكون على قدرها..

وكيف ننسى أنك الحي يا رب .. وأنت الحي الذى به كل الحياة ، والقيوم الذى يقوم به الوجود كله ..
وأنت معنا حيثما كنا .. وأنت العليم الخبير البصير .. وأنت العدل الحكم .. وأنت الرحمن الرحيم .. وأنت الأمل والملاذ..
وكل ما تجريه علينا هو منتهى عدلك .. وكل ما تصيبنا به هو منتهى رحمتك ..
ونحن لا نجنى إلا ما زرعنا .. ولا نحصد إلا ما بذرنا .. سبحانك .. لا نعترض على قضائك وإنما نسألك اللطف..

لا يوجد في هذه الحياة كلمة أكثر رأفة ورحمة من كلمة “يا ربّ” ، ونبرة الإلتجاء المصاحبة لها..
أن تترك العالم كلّه وتبتعد عن الأهل والحب ، وتنادي “يا ربّ"، بيقين أنّه يسمعك ويفهم كلّ ما تخبئه وراء هذه الكلمة..

‏طمئن فؤادكَ فالأقدارُ حانِيَةٌ
وفي الحياة سرورٌ يعقبُ الألما
وفي السماء هدايا الغيب دانيةٌ
يوماً ستأتيكَ بالبُشرى لتبتسما

تذكر أن الحزن قوقعة ، كلما تعمقت بها كلما ضاقت عليك ،
ولا تظن أن هناك في هذا الكون من هو أرأف بك من مولاك عز وجل..
في الوقت الذي يخذلك فيه الناس ، وفي الوقت الذي لا يستطيع أحد أن يعلم حد حزنك ، في الوقت الذي قد يظن البعضأنك تتصنع الحزن أو تتباكى ، إعلم أن الله مطلع على قلبك ، عالم بحالك ، لا يبخل عليك أن يبث في قلبك شيئا من السعادة ، لتستبشر بحسن المآل عنده سبحانه وتعالى

عندما يشتد عليك تجرع مرارة الابتلاء فقل
يــــــــــــــــــارب..

في الحياة..
ستدرك أن هناك دور لكل شخص تلتقيه ، فمنهم من سيخبرك ، ومنهم من سيستغلك ، ومنهم من سيحبكر، ومنهم من سيعلمك..
ولكن المهمين منهم ، هم أولئك الذين يخرجون أفضل ما عندك ، هم أشخاص وجودهم نادر ومذهلون ، ويذكرونك بمعنى الحياة..
كلما مرت السنوات ينخفض عدد الذين نستطيع التفاهم معهم ، ربما يأتي يوم لا نجد شخصاً نتحدث إليه أصلاً..

كبـرنـا بهـــدوء ..

كبرنا لدرجة اننا لم نعد نبحث عن أصدقاء جدد أو حتى على أشخاص يحبوننا ونحبهم ..

كبرنا لدرجة أننا أصبحنا نخاف على أهلنا بدلاً من الخوف منهم..
توقفنا عن مجادلة أحد حتى وإن كنا على صواب ..
أصبحنا نترك الأيام تثبت صحة وجهة نظرنا..

كبرنا لدرجة أنه ما عدنا نتحدث مع أحد عما يحدث معنا ولا عما يؤلمنا ، وصرنا نداوي جراحنا بأنفسنا ..

كبرنا وصرنا نفرح بصمت ونبكي بصمت ونضحك بابتسامة ..
ولم نعد نتاثر بمعسول الكلام ، أصبحنا نريد افعالاً من القلب ..
لم نعد نستهزئ بالغير .... بل صرنا نقول ( الله يعين الناس ) ...
كبرنا وصرنا نحزن لأبسط شيءٍ .. ونفرح لأبسط منه ...

كبرنا وعرفنا ان المظاهر خداعة ، وتعلمنا أنه ليس كل ما يلمع ذهباً ، وأن حبل الكذب قصير ..
صرنا نعرف من يضحك علينا ، بل ونتركه يصدق نفسه بأنه استغفلنا ..
صرنا نعرف متى نسامح ولا ننتقم ، ومتى نتغابى..
وتعلمنا ألا ننتظر أي شيئاً من أحد ، ولا نتأمل بأحد ، بل تعلمنا كيف نكتفي بأنفسنا ، تعلمنا متى نثق وبمن نثق..

كبرنا .. نعم كبرنا ، وكبـرنا بهـــدوء ..

وصلِّ عليهم إن صلاتك سكنٌ لهم ... فإذا كانت صلاته ï·؛ للمسلمين سكنًا و طمأنينة لهم ، فكيف بصلاة عشر مرات عليك إذا صليت على النبي مرةً فقط؟
اللهم صلِّ وسلم على نَبِينَا مُحَمد.

و في يوم الجمعة : يا رب عوضني خيرآ عن كل شيء انكسر بنفسي ، و كل يأس أصاب قلبي ، و لا تجعل لي رجاءً عند غيرك .... اللهم أرني الفرح فيما تمنيت ... اللهم أنزل علينا لطفك أينما ذهبنا ، و يسر لنا الخير كلما طلبنا ، و ارزقنا من حيث لا نحتسب ... اللهم اسقِ أجساد المرضى عافية ...