كل إنسان له شبيه روحي يتناسب معه، فكما أن هناك من يحبك بلا سبب، هناك أيضاً من يكرهك بلا سبب وأحيانا تُعجب روحك بروح إنسان آخر تحس بمشاعر لا تعرف لها تفسيراً ولا تجد لها أثراً، فقط سوف ترتسم على وجهك ابتسامة تعجُبّ وتحس بشعور يمازج قلبك وفرح يداعب وجدان فتجاذب الأرواح من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانيه.. لأن الوجوه والأشكال تتكرر أما الأرواح فلا تتكرر فعالم الأرواح يتعدى الشكليات والماديات حيث التجانس في الطباع الباطنة والأخلاق الخفية
وهذا ما يسمى بالتخاطر العاطفي او الالتقاء الروحي ، أرواح التقت واتفقت واشتاقت، يجمعها تجانس عجيب تساق لبعضها البعض كما تساق إلينا الأرزاق !!!
ومما لا يدركه الكثيرون أنه قد يحدث تلاقي غير عادي بين الأرواح البشرية, وذلك التلاقي عادةما يكون مرتبطا بحالة الانسجام الفكري. والارتباط الإنساني بين شخصين, لدرجة أنهما يستشعران وكأنه يوجد بين روحيهما همزة وصل, فهنا تحدث الكثير من المصادفات الحياتية بينهما.
والغريب أن الغالبية العظمي من الأشخاص المحيطين بهما, يعللون هذه الأحداث بأنها من قبيل الصدفة أو الاتفاق المسبق, ولا يدركون أنه عندما يحدث تجاذب بين الأرواح, تصبح مهيأة تماما لأن تتطابق في أحاسيسها ومواقفها, وردود أفعالها دون سابق إنذار. تستطيع أن تشعر ببعضها رغم بعد المسافات وهذه الحالات وإن كانت نادرة الحدوث, إلا أننا لا يمكننا إنكار وجودها تماما, فهي مرتبطة باللاشعور لدي الإنسان, وهذا التوافق بين إنسان وآخر لا يكون بسبب توافق عمري ولاجنسي ولا لوني أوبطول العشرة، ولا بالرفقة المستمرة، ولكنها سر من أسرار التوافق الروحي ونعمة قدرية تصيب قسم من الأشخاص ولا يدركون لها تفسيرا منطقيا أو عقلانيا واضحا.
والحياة شاهدة من حولنا على هذا التوافق والتنافر ففي الكيمياء هناك أيونات تتفاعل وتتجاذب ، وفي الفيزياء هناك عناصر تتآلف وتتنافر 'وكذلك الارواح تتجاذب وتتنافر لأنها الأصدق إحساساً والأكثر عمقاً، يقول مصطفى محمود رحمه الله : (الحب ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي، هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة ..) ”
وفي علم النفس : – ( سبب عدم قدرتك على إخراج شخص من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر بك أنه تجانس الأرواح)، فالتشابه الأخلاقي يولد تجاذب روحي وقد نذهل أحيانا عندما نجد انسان يشبهنا ليس بالمظهر ولكن في الروح !!ها هنا قد نتساءل: كيف يقع الحب؟
إن الحب الذي نتحدث عنه بين شخصين، إنما هو أشبه بطاقة كامنة موجودة من ذي قبل و يتم تأجيل المشاعر إلى حين وصول اللحظة الحقيقية التي تجمع الروحين بلقاء حاسم فيتم تلاقي الأرواح وتناغم الفكر وتجانس النبض ولذة النظر،
و من هنا يمكن القول بأن علاقات الحب الناجحة المستمرة سببها تآلف الأرواح والعكس صحيح، ولـعـل هذه الظاهـرة غـريـزة فطـريـة بعـيدة عن الحـواس الطبـيـعـية الخمس.
أما علم المنطق والعقل فيسمي هذه الظاهرة (تآلف الأرواح)، أو أن الذي حدث قد يكون حدثا من زمن بعيد واستقر بالعقل الباطن حتى جاء الوقت المناسب وصار التلاقي دون ترتيب مسبق، او سابق معرفة. ويقول مصطفى العقاد : (نحن لا نحب حين نختار، ولا نختار حين نحب، إننا مع القضاء والقدر حين نولد، وحين نحب وحين نموت)