إذا وقعتَ في محنة يصعب الخلاص منها ، فليس لك إلا الدعـاء واللجوء
إلى الله بعد أن تُقدّم التوبة من الذنوب ،
فإن الزلل يُوجب العقوبة ، فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب ،
فإذا تُبتَ ودعوتَ ، ولم ترَ للإجابة أثراً فتفقّد أمرك ،
فربما كانت التوبة ما صحّت فصححها ، ثم ادعُ ، ولا تملَّ من الدعاء ،
فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة ، وربـما لم تكن المصلحة في الإجـابة ،
فأنت تُثاب وتُجاب إلى منافعك ، ومن منافعك أن لا تُعطى ما طلبت بل تُعوّض غيره ،
فإذا جاء إبليس فقال : كم تدعوه ولا ترى إجابة ،
فقل : أنا أتعبّد بالدعاء ، وأنا موقن أن الجواب حاصل ،
غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح فهو يجيء في وقت مناسب ،
ولو لم يحصل حصل التعبد والتذلل .