"وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"،
ليس هناك عبارة تكفي للتعبير،
ولا مقال يُوفّي المقام،
يعطيك سُبحانه عطاءً أعظم مما يدور في الخيال،
وأكبر مما يخطر في البال،
عطاءً حتى الرضا التام،
"اللهم اجعلنا ممن رضيت عنهم ورضوا عنك".
بعض الأمراض يشفيها الكلام ، مثل أمراض النفس وعذابات الوجدان وجِراح القلوب ..
وليس الكلام هنا بمعنى النصائح والعِظات والعِبر والآراء السديدة ..
ولكنَّهُ كلامُ الإنسانِ لنفسه ، فضفضته ، ونجواه ، واعترافهُ بما يؤرقهُ ..
الفضفضة ، مجرد الفضفضة والإعتراف ، ولو للورق ..
فضْ مكنون القلب والتعبير عن المشاعر الحبيسة المَخنوقة المَذبوحة في طيَّات الضلوع ، يشفي ويُريح ..
الدمعة المسكوبة لا تضيع ، وإنَّما هي تفتح نافذة للعاطفة تتنفس منها ..
والضحكة المَريرة تفك ضائقة الروح ..
والآهة تُفرج عن القلب ..
د /مصطفى محمود رحمهُ اللَّه..
عش أنت بقلب سليم ونفس راضية ، واصدق مع نفسك ، واسمو بأخلاقك ، واترك ضميرك مستيقظاً طول الوقت ، يراقب عملك ويصوب خطواتك نحو جادة الصواب ..
إن حرصت أن تكون كذلك ، حتماً ستجد يوماً ذاك الذي يهون عليك مصابك ، ويخفف عنك وطأة الزمن ..
جاور من تسعد بطلتهم ، من يسكنون القلب والروح ويضمدون الندبات و الجروح ..
كن مداوياً ، ملاطفاً ، متفقداً لأوجاع الآخرين ، يسخر لك الله وفي الوقت المناسب من يمسح دمعتك ويهون عليك قساوة الأيام ...
ليست العبرة بزحام من حولك ، ولا بعدد من يسأل عنك بغيابك أوحضورك ، إنما بمن يحتفظ لك بركن دافئ في ثنايا روحه ، تلجأ إليه فزعاً أو حزناً أو عندما يوّجعك العالم!