من نعم الله العظيمة على عبده أن يستره في الدنيا طوال حياته، وعند الممات، وفي الآخرة عند موقف الحساب على رؤوس الأشهاد، فلا يطلع الناس منه على القبائح أو الزلات، ولا تنكشف منه العورات، ولا يحتاج لإراقة ماء وجهه، ومد يده للناس بالسؤال، وطلب الحاجات .
والله سبحانه " حيي ستير يحب الستر " ويأمر به، ويبغض المجاهرين بالزلات، والمفاخرين بفعل الموبقات، وكل الأمة معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة - كما في الصحيح - أن " يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه " متفق عليه .
ومن الأسباب العظيمة لنوال نعمة الستر في الدنيا والآخرة : أن تستر المسلمين وتحفظ أسرارهم، والجزاء من جنس العمل، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة" وفي رواية " لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"
ومع نعمة الستر ثمة نعمة أخرى بها يكمل ويجمل، وهو أن يسترك الله ويجعل تحت الستر ما يحب، فقد يستر سبحانه عبدا، وهو ممن يفعل المنكرات.
ومن جميل دعاء بشر الحافي " اللهم استر، واجعل تحت الستر ما تحب، فربما سترت علي ما تكره