( التواضع ))..
عبادة جليلة , وعادةٌ حميدة , وخُلُقٌ رائع , لا يتّصف به إلاّ أسياد الأمة , وأشراف الخلْق ..
جزاءه بإذن رب الناس الجنّة , قال تعالى : { تلك الدار الآخرة نجعلها للدين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين }..
التواضع هو لين الجانب للصغير والكبير , وهو خفض الجناح للمسيء والمقصّر , قال تعالى : { واخفض جناحك للمؤمنين }..
هو الكلمة الحسنة الهادئة الهادفة , والابتسامة الصادقة النزيهة , والخطوة المتزنة الثابتة , والمعاملة الإسلامية التي أوصى بها نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم ..
عن أنس رضي الله عنه قال : " إن كانت الأمة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت " ..
ولنا في تواضع رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة وهو أشرف وأجل من وطأت قدماه الأرض , والذي بُعِثَ رحمةً للعالمين فقد كان يرقع ثوبه , ويخصف نعله , ويعاون أهله في شؤون بيته , ويسلّم على الصغير , ويوقر الكبير , ويرعى الغنم , ويمشي في الأسواق ..
وقيل قديماً " التواضع سلّم الشرف "..
قال عدي بن أرطأة لإياس بن معاوية : إنّك لسريع المشية قال : ذلك أبعد من الكِبْر , وأسرع في الحاجة..
قال أحد الشعراء :
لعمرك ما الأشراف في كل بلدةٍ وإن - عظموا - للفضل إلاّ صنائعُ..
أرى عظماء الناس للفضل خشّعاً إذا ما بدوا والفضل لله خاشعُ..
تواضع لمّا زاده الله رفعةً فكل رفيع عنده متواضعُ..
قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين } ..