كبِر الأبناء ورحَلوا، رحل الزوجُ إلى دار البقاء، ظل حبيبُها
معها، وظلت معه، لا يفترقان، يينعُ قلبُها ربيعًا في خريف العمر، ينبِض حبًّا..
♦ الوحدة قاتلة!
قالت صويحباتها..
أشارت إلى قلبِها وقالت:
♦ وحدي؟ حبيبي هنا!
صرَخْنَ:
♦ ويحكِ، أتُحبِّين في خريفِ العمر؟!
♦ بل أعشقه، عشقُه جعَل قلبي ربيعًا..
نهضَتْ على عجَلٍ، قالت دون أن تلتفتَ:
♦ لي موعدٌ مع حبيبي..
همَسَتْ إحداهن:
♦ واللهِ قد جُنَّت، التقاعدُ والترمُّل..
قاطعَتْها:
♦ لا تقاعُدَ في الحياة، ولا خريفَ في العمر!
نظرَتْ إلى ساعتِها وهرولَتْ..
اقتفَيْنَ أثرَها، تتحلق حولها شاباتٌ في مسجد، أشارت إليه وقالت:
♦ هذا الحبيبُ هو ربيعُ القلوب!
استرقتِ الصُّويحباتُ النظرَ إلى حبيبها، فإذا هو القرآنُ الكريم!
تحلَّقْنَ حولها وقلوبُهنَّ تهفو إلى الرَّبيع والحبِّ..