من قلب البساطة يأتي الجَمال

الذي فكَّ كربَك أول مرة ، سيفكُّهُ في كل مرة ، والذي نجّاك من الغمّ أول مرة ، سينجّيك منه كل مرة ، والذي اختار لك فكانت عاقبة خيرته لك خيرًا من خيرتك لنفسك ، سيدبر ذلك في كل مرة ، والذي استجاب لدعاءٍ ظننته منتهى أمانيك وغاية أحلامك ثم ها أنت تطمعُ في المزيد ، لن يبخل بالمزيد ، والذي يُنجّي الكافر اذا أشرف على الغرق فاستغاث به وهو يعلم أنه عائدٌ للكفر بعد النجاة ، لن يدع مؤمنًا يتخبّط في ظلمات اليأس والهم ولا يمدُّ له يد النجاة..
ياليت القلب يهدأ عند كل اختيار ، وفي مفترقات الطرق ، وعند نزول البلاء..
ياليته يُوقن أنَّ اللطيف الخبير ثابتٌ أزليٌ في لطفه ومعيته ، لا يعجل بعجلتك ، ولا يكلك إلى نفسك ، وأنه يُحقق المُنى بالصبر ، حتى يرى حسن الظنّ به ، وصدق الرجاء فيه ، وأنه يُؤخِّر الجميل في الدنيا ، كي لا تركن لها ، وتعلق بها ، حتى تنظر إلى الأفق ، وتتطلع للسماء ، تطمح للملأ الأعلى ، ترجو رحمة الآخرة..
فلا تسوؤك مرارة الإنتظار ، فإنها تُربّي الأمل ، وتُعوّد الصبر ، وتُعظِّم الرّضا بعد نوال المراد..
الله لطيفٌ بعباده..

أن يكون للإنسان قلب فذاك من الطبيعي..

أما أن يكون له قلب لا يهدر المشاعر ، وفكر لا يكسر القلوب ،
ومبادئ لا تكبر العادي و لا تعادي الأكابر و لا تحقر ضعف أحد ، فذاك كيل الذهب في زمن كثر فيه الكذب ، وطغى فيه الأرق و التعب..
حتى من دون سبب صار الوفي ساذجاً ، والعاشق حالماً ، والصادق كاذباً ، والإنسان حقيراً ، والحكيم قديماً ، والبسيط شئيماً ، والحليم لئيماً ، هذا هو زمن الغرائب..
هذا هو زمن العجائب ، هذا هو زمن المكائد...
أيها الإنسان ليس هناك شعور أروع ولا أجمل من شعورك بإنسانيتك ، حين تملك قلبا حنوناً رحيماً ، عين تدمع ، أذن تسمع ، يد تمتد بالمساعدة ، إحساسك بكل من حولك ، وتعاطفك معهم ، معناه أنك إنسان..

تصدَّق بالعفو على مَن يُسيء الظنَّ بِك..
وأرفِق ملف غيابك -مع كامل الشُّكر- لمَن يسأل عنك مِن باب الواجب والفضل..
ووفِّر اللَّوم على مَن لا يستحق ، ولا تُعاتب إلا مَن هو للعتابِ أهل..
ولا تُبرِّر لأحد لتُحسِّن صورتك ، ولا تُفسِّر لأحد أكثر مِن اللازم ، ما دامَ الله يسمع ويرى فلا تُبالي ولا تكترث..
واعلم أنك لن تحصُل مِن البشر على رضًا كامل ، فعزِّز نفسك بلا كِبر ، وأكرم ذاتك بلا طمع..
وأغلِق بابك عليك وتنهد ، ثم أفرغ الهمَّ مِن قلبك في سجدتين ، وثِق تمامًا بأنها لا تقف على أحد ، ولست بحاجة لأحد..
فلطالما عبرتَ الحُزن وحدك ، وصمدتَ وحدك..
للهِ شأنك وحدك ، واللهُ باقٍ لن يزول..

سيأتي دوماً صباح جديد بـِــأملٍ جديد..
ساكناً بالقلب حتى لو هزمتنا ظروف الحياة ..
ستظل هناك زهرة في قلوبنا ، إن لم يسقيها بشر ، فَـهي بغيثٍ من اللــه تحيا ..
سيظل عبق رحيقها يملئ ثنايا أرواحنا نوراً وحياة..
وَذاك الجمال الساكن أوراقها يلهمنا حباً وسعادةٌ ..

أسعد الله صباحكم..

متى يحين وقت العزلة والصمت؟؟
عندما يفسر الناس ماتقوم به من إحترام ، ضعف بالشخصية..
عندما يكون العطاء بنظر الناس ، نوع من الشهرة..
عندما يفسروا طيبتك ، على أنها ضعف وسذاجة..
عندما يفسروا كلامك على أنه خيالي وبعيد عن الواقع..
عندما يحدث كل ذلك ، اصمت ، اكتفي بنفسك ، اعتزل من يؤذيك من البشر ، اختلي بنفسك ولا تعطي من لا يرى وجودك مكسب ، أي أهمية..
فأنت خليفة الله على الأرض..
أنت أعظم من كل من يحاول تحطيمك..
أنت اعظم مخلوقات الله..
إعتزل ، عندما تكون العزلة راحتك النفسية..
واصمت عندما يكون الصمت لغة لايفهمها سوى الله..
ولا يهمك أن تُرضي الخلق ، والله راضٍ عنك..
إرضي الخالق ، وتباً لإرضاء البشر ..

‏في فترة ما ، كان يدور في ذهني سؤال عن أكثر شيء من المفترض أن يتمناه الإنسان ، حتى صادفني اقتباس يقول :
كل ما في هذه الدنيا لا يساوي شيئاً أمام العافية ، الإستقرار الداخلي ، طمأنينة القلب والنومة الهانئة..
فإذا أردت أن تسأل الله شيئاً ، فاسأله هذه الرحمة أولًا..
‎

خلال مسيرتكَ على هذا الكون ، سوف تكبُر و تنضُج ، لكنّ النّضوج الحقيقيّ هو نضوج فكركَ و روحكَ ..
عوِّد نفسكَ أن تكون صديق نفسكَ ومصدر فرح نفسكَ ..
عوّد نفسكَ أن لا تحتاج أحداً ، أن تكون مصدر قوّتكَ وصمودكَ وصلابتكَ ..
إبني قشرتكَ الخارجيّة التي تميّزكَ عن غيركَ وإحتمي بها ، لا تحتمي بقشور الناس..
اترك أبواب حياتك مفتوحة..
ليدخل من يدخل .. ويخرج من يخرج ..
لا تتعلق بداخل.. ولا تحزن على مغادر ..
فلن يبقى معك إلا الله..