من قلب البساطة يأتي الجَمال

اللهم حاوِط على قلوبنا بسِياجٍ من أمانَك ...
فلا يصِل إليها ولا يبقى فيها إلا تقي القلب نقي الروح باطنهُ معنا كظاهره..

ما أطوَل الليّل

ما أطوَل الليّل، على من احتبَسَ في صدرهِ كلاماً مُنذ النهار لم يبُح به..
ما أطوَل الليل ، على من ينتظر غائباً رغمَ يقينهِ أنه لن يعُد..
ما أطوَل الليل ، على ذاكِ المغترب بعيداً عن أهله ووطنه..
ما أطوَل الليل على مريضٍ يتأوّه وجعاً وما من أحدٍ يشعُرُ
ما أطول الليل ، بعد فراق قلبين لم يُكتب لهما النصيب في اللوح..
ما أطول الليل على من يبكي غالٍ توارى بين ثنايا قبرهِ
وما أقصر الليل ، على من سجدَ لربه وتراً ودعا الله أن يرحمُه.

هناك حياة أجمل ، لا تولَد بصورة طبيعية وإنّما بعد شجارات تحدث مع القدر لتفرِض نفسها بقوة الأمل ..
هناك جذور تحاوِل التمدد خارج روحها المهترئة ، لتبحَث عن نور يُجدد ما تحملهُ من عمر ..
هناك أماكن قد تبدو وكأنها جزء من الموت ، إلا أنها تحمل وطناً لبدايات يألفها الفرح ..
هناك بيوت مهجورة باتت ملجأ لهوية ورد وجد على جدرانه طمأنينة ، أكثر مما وجده في بستان كبير ..
هناك قلوب تُرِكَت وحيدة إلا أنها ممتلئة بسرب من طيور حب لا تزال تُغرّد بداخلها ، حين تشرق شمس يوم جديد ..
هناك خير ينبُت من قسوة الأسفلت ، وإبداع يخرج من كومة قش ، وابتسامة تتسلق أشواك المستحيل لتخبرنا أن الحياة ستستمِر رغم كل شيء..
فلا تنهوا حياتكم بجرعات من الإنهيار ، فقد يأتي الفرج على بُعد خطوتين من الموت ...

من المؤسِف أن يَصِل ألَمنا مِن شخص ما إلى درجة تغيير طريقنا حيث تأتي صدفة الطريق به..

أحياناً لا نشعر بالوقت الضائع من أعمارنا إلا بعد خسارة عظيمة تكسرنا ، تجعلنا نجلس لمرة واحدة في العمر بعد أن عشنا كل سنين حياتنا في الركض خلف وهم حب ، تجعلنا نراجع حساباتنا كاملة لنرى كم أنّ كفّتنا في الحب خاسرة ، لنرى كم أننا أحببنا وتألمنا واعتصَرنا شوقاً ، ومع هذا لم نجتمع بمن نحب ، لنرى كم أننا ضحّينا وتجاوزنا وتخطّينا ومع ذلك لم يُنصفنا الحب ، وتعِز علينا أنفسنا ويعِز علينا أن نعود وحيدين إلى كل شيء كنا نلمسهُ معهم ، أن نمشي طريقنا بدون رفقة والأهم من هذا أن نكمِل طريقنا إلى آخره بدون أنفسنا ، أن نمشي في الفراغ بدون أحلامنا وأمانينا ، أن نكمل الطريق كالجثة ، هنا نعلم تمام اليقين أننا لم نخسر سوى أنفسنا وأنّ ذلك الحب الكبير لم يكن سوى وهماً ، كبِرَ بنا وتجاوزنا ..تجاوزنا بعد ذلك بكثيرر

يمُر كل شيء كأنه لم يكن ، وتفقد الأشياء التي كانت تؤرقنا قدرتها على السهر ، وتذوب المعاني القديمة لتتضِح ملامح المعاني الجديدة ، فنضحك على ما كان يبكينا ويتسرّب من بين أصابعنا ما كنا نتشبث به كطوق نجاة ، ونكتشف طرقاً أخرى للوصول ومعانٍ أهم لأيامنا ويشتد عودنا وتكبر قلوبنا على آلامها ، ويصبح الشعور الخارق للعادة إعتياد ، ونلتقي أشخاص يجعلوننا نتخطى آخرين ، ونذهب إلى أماكن كنا أقسمنا أن لا نذهب إليها ، وننسى ما لم نتخيل أنه قابل للنسيان ونصبح شيئاً لم ننوِأن نكونه ، خليط من المشاعر والذكريات ، الإنتصارات والهزائم ، التجارب والأوغاد والحماقات ، تتراكم شيئاً فشيئاً لتصنعنا ونكتشف مع الوقت بلاغة ما يقوله العمر عنا ، سوف يحلو بأعيننا ما وجدناه قبيحاً ، وتبهُت الأشياء التي كانت تبهرنا بلمعانِها ، ويبقى من الماضي اليسير ، ندوب تركت آثرها في قلوبنا كعلامات مضيئة على المشوار الذي قطعناه ..سوف نتحسّسها بوداعة ثم نمضي إلى حيث الغد..

تأخذنا الظروف بعيداً، وإلى حيث لا نعلم، وتشغلنا زحمة الحياة، وكل منا يبحث فيها عن الإستقرار والطمأنينة، ولكن رغم هذا وذاك ، تبقى هناك ذكريات مكدّسة نلجأ إليها حنيناً واشتياق ، للذكريات تجاعيد مثل السنين لكنها تسكن الأرواح لا الوجوه ، ذكرياتنا، ماضينا، أشخاص مرّوا فيها وأصبحوا ذكرى، وأشخاص يشدّون الرّحال إلى عالم من البعد والاشتياق، وبين النسيان والذكرى نعود بأفكارنا لزماننا ونفتّش بين ثنايا الضحكات عن سعادتنا، وتأخذنا الأحاسيس إلى أحلامنا، ونرى الثواني تمضي من أمامنا، ولا تزال نفس المشاعر فينا، ودفاترنا لا زالت مملوءة برسم طفولتنا ومقاعدنا لازالت تحوِي دفء حكاياتنا..

مهما فعلتَ لهم فأنت مُقصّر ؛ ولو أشعلتَ أصابعكَ لهم نوراً وناراً ،
ولو بنَيتَ لهم فوق تلالِ الحُب تِلالاً ..فمازلتَ مُخطئ،
ولو أفنيتَ عُمرك سَيصدمونك لا محالة..هذه طبيعة البشر ..

إنّ العلاقات المعطوبة تجعلكَ فَريسة لِـ وَهمك، تجلِب ندمَك وتُشقِي أمَلَك ،وتُجرّدُكَ مِن مِلّذة الرضا ، وتُخرِجُكَ من المُتَسَع إلى الضِيق..
إحذَر أن تعتقد أنّك مُوفَّق ، فقد تكون مُعلَّق..