رغمًا عنك ستتعلم أن تمضي قُدمًا بظهرك المكسور وكاهلك المتعب وأحمالك التي لا بد منها
دون أن تزيد عليه المصاعب التي كان بإمكانك التخلص والتحرر منها.
ستتعلم أن تئن بصمت وإن كانت سهام الدنيا ورماحها تخترق جسدك،
ستتعلم أن الهدوء ليس ترفًا زائدًا بل زادك الذي ستغذي به قلبك وروحك وعقلك.
ستتعلم أن كبريائك الزائد والزائف ليس سوى نتيجة عجزك وضعفك عن بناء التفاهمات الواضحة
وخطوط التقارب وبناء الصلات العميقة.
ستتعلم أن صدقك مع نفسك سيوفر عليك بناء الأكاذيب التي تدخلك
لعوالم كاملة من الوهم والضياع وعدم فهمك لماهية الأشياء الفعلية.
ستتعلم أن صدقك مع نفسك سيزيل الغشاوة من عينك ويدفعك لتشخيص أخطائك
ويزيل كل فقاعاتك التي تصنعها النفس الأمارة بالسوء.
ستتعلم كيف تقفز عن العقبات،
ستتعلم كيف تلقي بالماضي وراء ظهرك
والتعامل معه فقط كفعل حصل في أزمنةً غابرة
وعصورٍ سحيقة لا يمكن العودة لها مهما حصل،
وحين تبلغ أشدك ويشتد عودك ويستقيم جذعك بعض الشيء ستتعلم فن التخلي، وستتخلى عن كل ما يؤذيك ويصيب فؤادك بالسأم.
ستتعلم أيضًا أن الغفران ليس ضعفًا بقدر ما هو خط أمانك الأخير من الإنتقامات الهامشية والسطحية
التي ستستنزفك وتأخذ من مواردك القليلة وعمرك القصير وضحكتك الجميلة،
الإنتقامات العشوائية من أشياء لا تستحق حقًا كل هذا الاهتمام.
ستتعلم أن الغفران يجعلك أخف حِملاً وأنقى روحًا،
ستتعلم أن تغفر لنفسك ولمن حولك وللحياة.
حينها فقط سنتنصر على هذه الحياة بكل جبروتها وطغيانها
ولن تنتصر بقوة عضلاتك وصراخك وغضبك وجيوشك
ستنتصر فقط بالحكمة والبصيرة والصبر الذي لا بد أن تدفع دم قلبك لامتلاكهم.!