من مسلسل (( ابنتي العزيزة )) و هي قصة درامية من روائع الأدب العالمي و مستوحاة من الواقع ( واقعية )
في أواسط القرن التاسع عشر عام 1838 ، و بالضبط في قرية صغيرة في نواحي ( بنسلفانيا ) ، تبدأ قصة فتاة صغيرة ذات خصلات شعر شقراء تغازل الشمس ، جميلة و مرحة يعرفها الصغار قبل الكبار ، كانت وحيدة أبويها و شمعتهما المنيرة في منزلهما الكبير ، والدها الطبيب سامح معروف بطيبته و تسامحه و مساعدته للفقراء و تطبيبهم مجانا ...
راوية تمضي يومها بطوله تجوب القرية مع صديقاها (سامي) و (عادل) ، روحها البريئة متعلقة بهما ، هما نور عيناها و لا يمكن ليوم أن يمضي عليهم دون أن يجتمعوا و يتعاونوا على فعل الخير و يلعبوا في مروج القرية و يعزفوا ألحانا شذية تبهج القلوب ، حيث كان عادل يعزف على الهارمونيكا و سامي يتقن العزف على البانجو ( آلة موسيقية ) بينما راوية كانت تعزف على البيانو ، و كانوا يشكلون فرقة صغيرة متناغمة .
توالت أيام الحب و السعادة و المرح هذه حتى توفيت أم راوية بمرض عضال ، و هذا ما شكل منعطفا بانوراميا في حياة راوية ، حيث تفرق الأصدقاء و ذهبت راوية لإكمال دراستها بعيدا عن قريتها ، و عانت الكثير من الصعاب و التجارب المرة كالحرمان و الجوع و المعاملة القاسية و صدمة وفاة والدها أيضا ، و رغم ذلك كان صديقاها يفعلان المستحيل للوصول إليها و مساعدتها و خاصة عادل اللذي كان يكن لها مشاعر نبيلة تفوق الصداقة
و كان لتلك المصاعب الفضل في تمرسها على الكثير من مصاعب الحياة ، و بعد ذلك قررت راوية أن تمتهن الطب كوالدها و أن تكمل رسالته النبيلة و أن تكرس حياتها لمساعدة المرضى و الفقراء و أن تحاول بقدر استطاعتها أن تمحوا الحزن عن كل شخص قلبه منفطر على مريض من أهله
بعد رحلة كفاح مليئة بالصعاب تعود راوية و معها عادل من المدينة و يتزوجا في القرية و تعود للسكن في منزل والدها و تعيد فتح عيادته المسماة بإسمه بمساعدة سامي و عادل اللذين لطالما كانا سندا لها ، و يقيم أهل القرية حفلا ضخما تكريما لراوية العبرة من الشخصية
لا تدع الظروف الصعبة تغير ما في داخلك من طيبة و مبادئ ، فأنت لا تعلم ما يخبأه لك القدر ، و تأكد أن الله إن أخذ منك شيء عزيزا فسيعطيك شيء أعز ، فلا تيأس و تأكد أنه ما ضاع جهد ورائه مكافح و أن لكل مجتهد نصيب