من قلب البساطة يأتي الجَمال

الله نور السموات و الأرض..
و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور

لا شيءٍ يُعادل فكرة أن تُضيء بعيدًا عن الحشد في ركن دافئ ورقيق ، مُحتفظًا بأسباب سعادتك الصغيرة ومتوحّدًا في أُلفة اللحظة مع أغنياتٍ تُحبّها، وأشخاص قلّة تنتمي بروحك إليهم ، أن تتنفس الحياة التي تتمنى مع أشيائك البسيطة ، لا شيء يعادل الراحة النفسية بعيداً عن ضجيج الحياة وتقلباتها..

إحتضِنوا أمانيكم ، إلقوا عليها السلام بين الحين والآخر ، لا تغفلوا أن تطمئنوا عليها إن كانت ما تزال يقِظة أم راوَدَها الخمول ..
صباح الأماني التي لا تموت ، صباح الأمل الذي لا يخمَد ، صباح الخير أيها المنسيّون الغارقون في ذكرياتكم..صباح الخير يا أهل الخير
"اللهم صباحاً مبشّراً ، وخيرات لا تزول ، وأمنيات تُقرّبُنا منك يا حي يا قيوم"

وبعض الصباحات الجميلة
تأتي كرسالة تدفئ القلوب
تحمل بعض الكلمات البسيطة ممن نحب
ومعها صباح جميل فتبتسم لنا الحياة
صباحكم جميل ممزوج بأجمل الأماني

اللهم إنّا نستغفرك من كل ذنب يعقّب الحسرة و يورث الندامة و يرد الدعاء و يحبس الرزق،
ربنا إن كان هناك ذنب يحول بيننا وبين تيسير أمورنا إغفره لنا ،
اللهم بشّرنا بالخير كما بشرتَ يعقوب بـيوسف و بشّرنا بالفرح كما بشرت زكريا بـيحيى..

أعِنّا يا الله على أرواحنا كلما اهترَأت ،
وضمّد انكساراتنا ،
هِب لنا من لدُنك قوةً كلما ضعِفنا ..
لا تتركنا يا الله نتخبّط دون عنايتك ورأفتك..

كثيراً ما نحاول أن نبدو امام الآخرين بغير حقيقتنا ، نضحك أمامهم كي لا يتألمون لحزننا ،
نشعر بالخوف يسيطر علينا لا لِشيء فقط لأنّ الجراح تحاصِرنا ،
نسرع للنوم باكراً حين نشعر بالوحدة تقتلنا وحين نعجز عن إيجاد طريق لنهرب من آلامنا ،
نبكي بحرقة حين نشعر أنّ الوجع فاقَ قدرتنا على التحمّل ،
قد نمسك بأقلامنا لنكتب أو تنتابنا لحظات نصرخ من أعماقنا فقط لنرتاح من تلك الغصة..
كثيراً ما نفعل أشياء دونَ وعي ، فقط لأنّ قلوبنا ليست معنا..

على حافّة مصائبنا نرى الحقائق واضحة أمامنا ،
تأخذنا الطرق المنهكة إلى الأماكن التي كنّا نرتاب منها ،
نحن نتجاوز القوارِع والبَلايا بطريقة مذهِلة يسوقها إلينا القدر ..
فلا تستخِفّوا بنا..

لم نعُد بحاجة إلى المزيد من التهاني وزور العبارات ،
لم نعد بحاجة إلى تقديم الإعتذارات الواضحة والصادقة ،
نريد أن نعتذر لأرواحنا التي أرهقناها هدراً في الأشياء التي كان علينا أن نرميها خلف ظهورنا
وعلى الأحزان التي حملناها على أكتافنا قسراً ،
وعلى المأتَم الذي أقمناهُ خشيةً من إدراك المسرّة ،
إننا نقسو على أنفسنا في إسرافنا في الوقوف على شرفة الإنتظار وأرصِفة الإرتقاب ،
فتمضي حياتنا كسراب لا نحرزه ،
والمؤسف بعد كل هذا العمر ، مازالت الغربة تتجدد ،
والغياب تتكرر والخيبات تسهب والأوجاع تتكدّس ،
ما عُدنا نفتقر إلى الكلمات المزخرفة بالأوهام ولا نريد تلكَ الأحلام المتنكّرة بأقنعة مزيفة لا تشبه حقيقتها ،
نريد أنفسنا فقط ، نريد أن نتوقف عن كل ما يحدث وننجو من كل شيء..

نعيش حروباً وصراعات بيننا وبين " الأنا" والوجود ،
نحاول أن نستوعِب اللحظة التي تفيض غرابة وتقترب وضوحاً من الحقيقة ،
نبتسِم بتذمّر ، نُوَد أن نضحك ، نقهقِه من قساوة الأسى الذي نعيش ،
نريد أن نصرخ بأعلى أصواتنا لنخرِج حشو كلمات وأحاديث ونداءات وإهانات وشتائم كتمناها ،
تعِبنا من ابتلاع كلمات حبسناها في صمتنا ،
فلا تستغربوا ضحكَنا في أكثر الأوقات التي تستحق أن نبكي فيها ،
فنحنُ نضحك من فرط السخرية وفرط الوجع..