العشرة نوع خاص من العلاقات تختلف شكلاً ومضوناً عن أي علاقات أخرى ، وبمعنى أبسط هي رفقة الروح والوجدان مع أناس لهم في النفس قدر أكبر من قدر الآخرين في مشوار حياتك ، إنها علاقة نطلق عليها " توأم الروح " ، فهم أناس يعيشون على الدوام في القلب والذاكرة ..
العشرة تترك خربشاتها الجميلة على جدار القلب والروح .. فهي تقوم على أساس المودة والرحمة والإحترام المتبادل .. فما أجملها من عشرة حين تأتنس برفقة طيبة ، تتحاور معهم وتحكي لهم مافي نفسك دون خوف أو خجل..
ومهما غابوا فهم حاضرون بأرواحهم الطيبة..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) ..
العشرة علاقة صادقة ، وحب بلا أغراض ، وعطاء بلا حدود .. ولا يعرف قدر العشرة إلا الأوفياء الذين تربوا على الأصول والمبادئ والقيم النبيلة ..
فمهما إختلفت الظروف وأخذتهم مشاغل الحياة ، لا ينسون العشرة ولا تهون عليهم ..
لكن من الخزي والعار أن البعض يخونون العشرة والعهد ويبيعونهما بثمنٍ بخس مع أناس أنقذوهم من حفرة الوجع ، وأخذوا بأيديهم إلى بر الأمان ، ناسين ومتناسين التضحيات التي بذلوها من أجلهم..
العشرة لا يصونها من أنكر الجميل والمعروف ، ونسي المواقف التي تحمل كل معاني الحب والوفاء ، مثل هؤلاء تعطيهم بسخاء وتفعل المستحيل لإرضاءهم ، وحين يشتد عودهم يتجاهلون من كانوا سبب سعادتهم ، وكل مايعنيهم هو أنفسهم ومصالحهم ، فيمحون الماضي الجميل ، ويقللون من عطاءك لهم ، ويتعاملون معك كأنك من خيل الحكومة الذي طعن في السن ، ويجب الخلاص منهم..
ومن ثمة يبحثون عن غيرك ظنا منهم أن مصالحهم معهم.. ومن المؤسف أن الكلاب تصون وبعض الناس تخون..
العشرة هي التعبير عن أخلاقك وتربيتك ، فلا تحزن إذا هانت العشرة على أحدهم أو لم يصنها ..
فاحمد الله على أن حقيقتهم تجلت أمامك ، ويكفيك أن تصون نفسك ، وتبتعد عن كل من لا يستحق وجوده في حياتك ..
واعلم ان الله سيعوضك خيراً..