في الحقيقة..
لا أحد في الدُّنيا بأكملها يشدُّ عودَ البنتِ ويقوِّيها إلا أبيها، ولا أحد بالدنيا بأسرها يكسرها مثل أبيها، الأبُ هو المسؤول الأول والأخير عن الصحة النفسية لابنته، فمَن شبِعَت من حضنِ أبيها حُبًّا واهتمامًا، وحنانًا واحتواءً، لن يستطيع أن يكسرها أحدٌ أبدا، فهو قد منحها القدرة على تجاوز أي محنة وتَخَطِّي أي عقبة..
الأبُ الذي يحنو ويُعلِّم ويحتضن ويناقش، غيرُ الأبِ الذي يعامل ابنته بقسوةٍ وتجاهلٍ ولا مبالاة، ولا يسمح لها بالحوار أو النقاش، هو فقط يأمر وينهي؛ فهذا خطأٌ وهذا حرامٌ، وهذا عيبٌ وذاكَ مرفوض، كلمتهُ دائما هي العليا، ورأيه -فقط- هو الصواب؛ بحُجَّة أنه يعرف مصلحتها أفضلَ منها؛ ولكنه في حقيقة الأمر يكسرها ويقضي عليها..
الأبُ هو الحُبُّ الكبير لابنته، هو مثلُها الأعلى، الذي يظلُّ محفورًا بداخلها طوال العمر، وهو الذي أكسبها مناعةً ضد كل عثراتِ ومصائب الحياة. فاللهم اجزِ كل أبٍ ضمَّ ابنته واحتضنها -حيًّا كان أو ميتًا- خيرَ الجزاء.