"كن في الدنيا كعابر سبيل"
فكّر فيها قليلاً.. عابر سبيل.. جاء من مكان آخر.. ويمرّ من هنا مروراً فقط.. لا يمتلك هنا شيئاً.. غريبٌ لا يعرف أحداً.. بعضه هنا فقط.. خياله.. صورة من ملامحه سرعان ما تنسى.. لكنّ روحه.. وقلبه.. وعقله.. ومستقرّ خطواته ومنتهاها.. في مكان آخر سحرّي بعيد.. هناك تناخ راحلته.. هناك يترجّل الغريب.. وهناك ينام.. أمّا الآن فهو مجرّد مسافرٌ غريب.. مرّ بالمكان في لحظة من زمان.. ثم غاب..
لكم أتمنى أن يغمر هذا الشعور العظيم قلبي.. وأن تملأ خفّة الغريب هذه روحي وعظمي وعصبي.. أن أمشي على الأرض دون أن أطأها.. أن أنظر إلى الأشياء دون أن أتمنّاها.. أن تحكمني هذه الفلسفة في كلّ صراع أخوضه.. وأن أذكّر نفسي كلّ يوم أنني لست سوى عابر سبيل..
مؤقت.. لحظي.. عابر كنسمة عابرة.. تحملها الريح قليلاً.. ثم لا تلبث أن تزول..