فتكون الفائدة عامة للجميع، ومن المصائب الإعراض عن حلقات العلم،
وعن سماع الخطب في الجمع وغيرها، فيزداد الجاهل جهلًا، وتستحكم على الناس الغفلة، فتمرض القلوب وتعرض عن ذكر الله، وتصد عن الحق بسبب تواصل الغفلات والذنوب والسيئات عليها، فإن العبد إذا أذنب ذنبًا نكت في قلبه نكتة سوداء كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام، فإن هو تاب ورجع صقلت، وإن هو استمر في الذنوب صارت نكتة إلى نكتة، ذنب إلى ذنب حتى يسود القلب، حتى يعلوه الران، وهذا هو المعنى في قوله جل وعلا: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14] يعني من السيئات والمعاصي.
فالإنسان إذا تساهل في المعاصي وتكاثرت على قلبه حتى يسود قلبه، حتى ينتكس، حتى لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، فيجب الحذر من شر الذنوب، ويجب لزوم التوبة دائمًا، وينبغي للعبد أن يكون عنده حرص على حلقات العلم وسماع الخطب المفيدة والمذاكرة بين الإخوان ومطالعة الكتب المفيدة -إذا كان يقرأ- حتى يستفيد خيرًا إلى خير، ونورًا إلى نور، وعلمًا إلى علم، وكثير من الناس اليوم كما ذكر لكم بعض المشايخ شغلوا باللذات والخروج إلى النزهة حتى ضيعوا الجمعة فحرموا من سماع ما فيها من العظات والذكرى، واستمرت الغفلة الدهر الطويل، فإن الإنسان إذا كان لا يحضر حلقات العلم ولا يسمع الخطب ولا يعتني بما ينقل من العلم فإنه تزداد غفلته، وربما قسى قلبه، وربما طبع عليه وختم عليه فصار من الغافلين، نعوذ بالله من ذلك.
المؤمن ينبغي له أن يحرص على الجمع حتى يحضرها، حتى يستفيد، حتى يتأسى به غيره، وإذا كان ولا بد من النزهة في العطل أو الجمعة أو الخميس فليحرص على أن يكون بقرب بلد إذا جاء وقت الصلاة ذهب إليها وصلى معهم الجمعة حتى لا تفوته الجمعة ولا يفوته هذا الخير، وإلا فهو عذر لا يجب عليه حضورها إذا بعد عن البلد وصار في حكم السفر، وإذا كان لا يسمع النداء المعتاد المعروف لكن ينبغي في مثل هذا أن نلاحظ أن الجمعة لها شأن، حتى قال بعض أهل العلم: إنه إذا كان في مكان يمكنه أن يصل الجمعة ثم يعود إليه قبل غروب الشمس وجب عليه، فالجمعة ليست مثل غيرها فهي أشد، وهي يوم من الأسبوع لا في كل وقت، صلاة الجماعة خمس مرات في اليوم، أما الجمعة فهو مرة في الأسبوع، ولها شأن عظيم، فالواجب على المؤمن أن يعنى بها أكثر ويجتهد في حضورها والتفرغ لها أكثر.
كذلك ما ذكره بعض المشايخ مما يقع في بعض البلدان الإسلامية -غير هذه البلاد- صلاة الظهر مع الجمعة يقولون كما ألفوا بهذا مؤلفات يقولون: إن الجمعة إذا كان في بلد جمعات ...
الحرص على حضور الجمعة وخطورة التهاون في ذلك
.. عالجلب الطيب والقيم بوركتي
.gif)
العرض العادي
