كاذبون حين أخبرونا أنّ التعافي بعد فراق الأحبة هيّن وأنّ الزمن كفيلٌ بتضميد جراحنا ..
كاذبون حين قالوا لنا أنّ البكاء على فقيدنا يُتعبُه وأنّ ديننا يحرّمُه ، إنّ رسولنا بكى فقيده إبراهيم حتى بلغَ البكاء أقصاه ، أفرغَ حزن قلبه ورثاه دموعاً ووجعاً وقهراً ، ونحن أخرسونا حينَ صدَمنا رحيلُه ، لم يسمحوا لنا بأن نرثيه أو ننظُر إليه نظرة أخيرة ، أصرّوا على حرماننا رؤيته ولم تكفيهم ما فعلتهُ الغربة فينا..
كاذبون حين أخبرونا ستتجاوزون وتتخطون أحزانكم ..
لقد مضَت سنين العُمر ولازلنا كما نحنُ بل ساءَ حالنا كثيراً..
أخبروهم أنّ أمكنة من رحلوا لازالت شاغرة ، وأنّنا فقدنا الأمان والطّمأنينة ، أخبروهم أننا لو بكيناه كما أرَدنا لما طالَ العزاء في قلوبنا ولكانت حياتنا على الأقل أهدَا ، أخبروهم أننا نحمِل أوجاعنا معنا أينما ذهبنا وسترحل معنا إلى مَثوانا الأخيرَ