يطلق في اللغة العربية ويراد به تغطية الشيء والإخفاء ، وكذلك المعنى الإصطلاحي يقصد به التغطية وإخفاء العيوب عن النفس والآخرين ، وأجمع الفقهاء على استحباب ستر عيب أو ذنب المؤمن من ذوي الهيئات الذين لم يعرف عنهم الشر والأذى ولم يشتهروا بالفساد ، ولا يدعون إليه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : «من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» ..
يتنوع الستر إلى ستر المسلم على نفسه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : «كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه ، فيقول : يا فلان ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه»..
والستر على العاصي وعدم إعانته على الاستمرار في المعصية ، فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم فهو القائل : *}قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* {، وفي فضح العاصين أو الحديث عنه إعانة لهم على المعصية والقنوط من رحمة الله تعالى..
ويشمل الستر ستر أسرار الآخرين الذين ائتمنوه على أسرارهم وخصوصياته وعدم كشفها للآخرين ، ولقد جاء الإسلام على الحفاظ على خصوصيات الآخرين وعدم كشفها ، وما يحدث في العصر الحالي من نشر لخصوصيات الآخرين وفضح أسرارهم لعامة الناس مخالف لدين الله تعالى وتعليماته السمحة الداعية إلى المحافظة على الأسرار والخصوصيات..
ومن هنا لا بد للمسلم ألا يكون شيطانًا بهيئة إنسان يفرح بزلة المؤمن ، ويسرع في نشر فضائح وأسرار الآخرين وخصوصياتهم بأي صورة وشكل وطريقة من الطرق المعاصرة ، فهذه أمور مخالفة للدين الإسلامي ، ومنافية لخلق الإنسان الكريم طيب الخلق قبل أن يكون مسلمًا ومؤمنًا بالله..