كيف لأولادك أن يكونوا قلبًا واحدًا؟
قال لي:
أنزعج كثيرًا حين أرى أولادي يختلفون بشدة على أمور لا تستحق، أخاف أن يتفرقوا بعدي، قل لي بربك: كيف أزرع الحب فيما بينهم؛ أريدهم أن يكونوا قلبا واحدا
سؤال جميل، يمثل هدفًا ساميًا من أهداف التربية، وتحقيقه ليس صعبًا بإذن الله تعالى:
أهم ما عليك أن تصنعه: هو أن تعدل بينهم حتى في النظرات، فلا يوغرُ الصدورَ مثلُ تفضيل بعضهم على بعض، حتى إذا أحسست أنك تميل إلى أحدهم دون الآخر، فلا تخبره، ولا تخبرهم، بل حاول أن تزيل هذا الشعور من خاطرك، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم"[مسلم].
وقوله أيضا: "أليس يَسُرُّكَ أنْ يكونوا لك في البِرِّ واللُّطفِ سَواءً؟". [صحيح].
وكان مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ فجاءَ ابنٌ لهُ فقَبَّلَهُ وأجلسهُ على فَخِذِهِ ثم جاءتْ بنتٌ لهُ فأَجْلَسَها إلى جنبِه قال: "فهلَّا عَدَلْتَ بينَهُمَا" والحديث صحيح.
وكلنا نعلم ما حدث من إخوة يوسف عليه السلام: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [سورة يوسف].
فمهما كانت الأسباب، لا تفضل بعضهم على بعض، ذكرهم وأنثاهم، ووزع عليهم التكاليف بإنصاف،
ومع ذلك:
أعط الصغير حقه من الحنان،
والكبير من التقدير،
والمسافر من السؤال،
والمحتاج من المساندة،
والمعاق من العناية،
وكلا منهم ما قد يحتاج إليه من خصوصية المعاملة.
ولا تسمع أحدهم في الآخر، إلا أن يقول خيرا.
ولا تقارن بينهم أبدا، بل اجعل كلا منهم ينافس نفسه، ويقتدي بمن هو أكبر منه👇
واحرص على أن يحس كل منهم بنجاح أخيه، وكأنه نجاحه.
وأقم الاحتفالات الصغيرة، لكل نجاح يحققه أحدهم، فيحتفي به جميع إخوانه.
وانقل ثناء أحدهم على أخيه في غيبته إليه، ولا تنقل ما يسوؤه فيه.
ووجّهم بالتهادي فيما بينهم، ودعاء بعضهم لبعض.
واعلم بأنك إذا أحسنت تربيتَهم على الإيمان والتقوى والعدل والإنصاف، فقد هيأتهم لأجمل علاقة أخوة، سواء أكانوا أشقاء أم غير أشقاء.
وردد مع الشاعر:
أخاك، أخاك، إن من لا أخا له كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح