02-20-2024
|
#7281
|
غِيَابٌ مُدَمِّرٌ
قَدْ صَارَتْ دُنْيَا النَّاسِ فِيمَا يَجِدُونَهُ مِنْ غَيْرِهِمْ ، لَا فِيمَا يَجِدُونَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَأَمْسَتْ مُتْعَتُهُمْ بِمَا يَرَوْنَهُ مِنَ النَّاسِ ، لَا بِمَا يَرَوْنَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَبَاتَ عِلْمُ النَّاسِ بِأَحْوَالِهِمْ هُوَ مَا يَسْمَعُونَهُ مِنَ النَّاسِ عَنْهُمْ ، لَا مَا يَعْلَمُونَهُ هُمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَأَصَْبَحُوا يَتَزَيَّنُونَ لِلنَّاسِ ، لَيْسَ لِرَبِّهِمْ وَلَا لِأَنْفُسِهِمْ ، وَصَارَتْ سَعَادَتُهُمْ بِالنَّاسِ ، لَيْسَ بِرَبِّهِمْ وَدِينِهِمْ وَنَبِيِّهِمْ ثُمَّ اسْتِقَامَةِ أَنْفُسِهِمْ!
فَمَا بَالُ النَّاسِ قَدْ انْقَلَبَتْ مَوَازِينُ أَكْثَرِهِمْ؟!
إِنَّهُ غِيَابُ التَّوْحِيدِ الخَالِصِ عَنْ مَشَاهِدِ حَيَاتِهِمْ وَوَاقِعِ أَنْفُسِهِمْ ، وَإِنَّهُ لَغِيَابٌ مُدَمِّرٌ يَأْتِي عَلَى دُنْيَا النَّاسِ وَعَلَى آخِرَتِهِمْ ، وَإِنَّهُ فِي أَوَّلِ مَا يُدَمِّرُ لَيُدَمِّرُ أَنْفُسَهُمْ
|
|
|
02-20-2024
|
#7282
|
==~ السُّكُونُ مَعَ القَدَرِ ~==
من القدر معلق ترده رياح الدعاء
ومنه ما ترده الصدقة على الفقراء
ومنه ما ترده صلة الأرحام والأقرباء
ومنه ما ترده التوبة من الأخطاء
.
ومن القدر مبرم نافذ يحتاج إلى صبر مع احتساب واستسلام دون عناء
.
أما السكون والرضا مع الرحمة والرقة فبشهود جلال الرب المعبود وجماله متجليين في كمال أسمائه وصفاته وأفعاله ، وبالانفعال لشريعته وأحكامه على حد سواء.
.
|
|
|
02-20-2024
|
#7283
|
لا تحقرن من المعروف شيئا
وما يدريك يا حبيب القلب؟!
فلعل شظية أشعلت حريقا
ولعل شمعة أضاءت طريقا
ولعل قطرة أحيت مواتا
ولعل قبسا أحيا قلوبا وأرواحا
فكن معطاء عطاء الري حلوق الظمآنين
وكن سقيا لا تنضب، وعينا لا تجف بدروب السالكين
وكن دوما ماء السماء وإن صب على ملح أجاج.
وما يدريك يا حبيب القلب؟!
فلعل صرخة أيقظت نياما
ولعل ضجة أدهشت أناما
ولعل موقفا أورث حنينا
ولعل بيانا فجر عقولا وأسر أرواحا وأنار قلوبا
فلا تستهن بالحصاة فإنها
ذرات الجبال الشم اجتمعت قياما
|
|
|
02-20-2024
|
#7284
|
.......... بَحْثٌ دَؤُوبٌ ..........
كلٌّ منا يبحث عن نفسه ، ولكن...
من منا الغالب؟
ومن منا المغلوب؟
منا من يجدها ، فلا يزال متعاهدا لها ، محافظا عليها ، فيغلبها
ومنا من يجدها ، ولكن تعتريه غفلة عنها فيفقدها ، ثم يعود ليبحث عنها
ومنا من لم يجدها ، لكنه لا يزال باحثا عنها وسيجدها يوما
ومنا من يجدها ولكن ما يزال منها في عناء ، تتأبى عليه فيسوسها بحكمة ، وتتمنع منه فيلاطفها بعلم ، وتحاول الفرار منه فيوقفها بالحزم ، فهو منها دوما في حرب ، والحرب بينهما سجال.
ومنا مَن لم يجدها ، ولن يجدها ، فلا يزال بين بني جنسه ضائعا تائها يعاني من مرض الحرمان والفقدان ، حتى وإن حيزت له الدنيا بحذافيرها
لا يشعر بوجوده ، ولا يحس بآدميته ، قد ملأ أركانَه صُراخُ روحه المعذبة بين قضبان أعضائه وحياته ، وهو بعد لا يدري من أين يأتيه الصراخُ ، ومن أين شعورُه بالتيه والضياع.
فلا يزال على تلك الحال حتى يقضي ، أو حتى يتردى منتحرا بلون من ألوان السبب ظانا أن الموت هو الدواء لتلك الآلام والأوجاع! .
|
|
|
02-20-2024
|
#7285
|
........ سِـهَـامُ الـقَـدَرِ .......
.
.
كن بجوار الرامي تنجُ من آلامها
ولا تكن له مبارزا فتهلك مع الطيرة والسعد
كن بجوار الرامي ترَ من عجائب قدرته
وترَ من جميل عدله وحكمته
كذلك ترى من واسع علمه ورحمته
ولا تكن له مبارزا فتَعْمَ عن شهود آثار ربوبيته
وتضلَّ عن حقائق أسمائه وصفاته
وتُحْرمَ من ممازجة نعيم عبوديته على أصول ألوهيته
كن بجوار الرامي تسعدْ سعادةَ الحين والأبد
ولا تكن له مبارزا فتشقى شقاءَ اليوم الغد
.
.
.
|
|
|
02-20-2024
|
#7286
|
وَ آهٍ آهٍ ، عِـنْـدَمَـا يُـغْـلـقُ الـبَـابُ !!
قـال الـحـسـن الـبـصـري -رحـمـه الله- :" تـفـقـدوا الـحـلـاوة فـي الـصـلـاة وفـي الـقـرآن وفـي الـذكـر، فـإن وجـدتـمـوهـا فـأبـشـروا ، وإن لـم تـجـدوهـا فـاعـلـمـوا أن الـبـاب مـغـلـق ".
قُـلْـتُ: وَ آهٍ عِـنْـدَمَـا يُـغْـلَـقُ الـبَـابُ !!.
فـإنـهـا الـوحـشـة الـضـاربـة فـي جـنـبـات الـروح ، ومَـسـامِّ الـقـلب ، وأرجـاء الـنـفـس
تـلـك الـوحـشـة الـتـي تـفـقـد الـإنـسـانَ الـشـعـورَ بـكـل شـيءٍ حـولـه ، وتـسـلُـبـه الـإحـسـاس بـالـجـمـال فـي كـل شيءٍ ، وتـسـرق مـنـه نـفـسـه الـمـطـمـئـنـة ، ويُـوشـكُ أن تـسـرق مـنـه نـفـسـه الـلـوامـة ، بـل تـسـرقـهـا.
ويـبـقـى مـعـهـا كـالـحـي فـي ثـيـاب الـمـوت أو كـالـمـيـت فـي أثـواب الـحـيـاة
لـا يـكـاد أن يـسـمـع مـن أصـواتـهـا
إلـا صـوت الـجـزع
ولـا يـوشـك أن يـرى مـن مـشـهـودهـا
إلـا مـشـاهـد الـفـزع
ولـا يـعـي مـن أحـاديـثـهـا
إلـا وسـاوس الـشـيـاطـيـن
ولـا يَـطـعـم مـن إدامـهـا
إلـا الـمُـلُـوحـة والـعـلـقـم والـمـرار
ولـا يـشـرب مـن سـوائـلـهـا
إلـا كـؤوس الـذل والـهـوان
ولـا يـكـاد يـلـمَـس شـيـئـاً مـن مـلـمـوسـهـا ومـحـسـوسـهـا
إلـا وتـرجـع يـداه مـمـلـوءتـيـن بـالـأتـربـة والأوسـاخ
لـا يُـحِـسُّ إلـا بـلـدغ عـقـارب الـخـوف وحـيَّـات الـقـلـق
تـنـهـش روحـه وقـلـبـه وجـلـده
فـيـزداد بـحـيـاتـه ضـجـراً
ويـزداد لـهـا بـغـضـاً
ويـتـزود مـنـهـا حـزنـاً وألـمـاً
فـتـصـيـرَ حـيـاتُـه عـبـئـاً عـلـيـه ، أو يـصـيـرَ هـو عـبـئـاً عـلـى الـحـيـاة
يـشـاهـد الـقـبـح شـاخـصـاً فـي ذات الجـمـال
ويـرى الـوجـوه كـالـحـة تـعـلـوهـا تـفـاهـة الـأيـام
ويُـبـصـر خـبـث نـفـسـه فـي ذوات الـآخـريـن
ويـسـمـع الـأصـوات كـطـنـيـن الـذبـاب فـي مـسـامـع الـنـائـمـيـن
ضـحـكـُـه تـرجـمـة حـرفـيـة لـبـكـاء مـريـر ، حـتـى إذا رأيـتـه يـضـحـكُ لـا تـدري ! أضـحـكٌ هـذا أم نـحـيـب؟!
وبـكـاؤه حـيـرة غـلـبـت فـهـربـت مـن خـلـف قـطـبـانِ صـدر ضـيـق حـرج كـئـيـب
سـكُـونـه مـمـتـلـئ بـالـحـركـات الـعـشـوائـيـة كـأمـواج بـحـر هـائـج مـهـيـب
وحـركـتُـه مـحـاولـة فـاشـلـة لـاسـتـرجـاع سـكـيـنـة وهـدوء واطـمـئـنـان مـسـلـوب
نـومـه فـرار مـن الـأحـزان والـهـمـوم
ويـقـظـتـه أوجـاع وآلـام وعـذاب وعـقـاب
حـديـثُـه لـغـو فـي إعـيـاء يـشـبـه الـهذيـان
وصـمـتـه غـضـب وصـراخٌ ، وجـنـون وبـكـاء لـكـن خـلـف الـحـجـاب
يـتـسـاءلـون : مـا الـذي أصـابـه ودهـاه؟!
ولـمـاذا نـرى عـلـيـه ومـنـه مـا نـراه؟!
فـأجـيـبـوا ...
لـأنـه تـرك أقـدام الـمـعـاصـي تـخـوض عـابـثـةً فـي أوحـال نـفـسـه وتُـهـيِّـج أطـيـانَـهـا الـراكـدةَ حـتـى امـتـلـأت روحُـه كـدراً ، وسـاد فـي قـلـبـه لـونُ الـسـواد .
قـد اسـتـحـال نـور قـلـبـه ظـلـمـة ، وبـيـاضُ روحه سـواداً ، وخـمـودُ نـفـسـه الـأمـارة هـيـاجـاً واضـطـرابـاً.
فـأُغْـلِـقَ فِـي وجـهـه الـبـاب
وضُـرب دونـه الـحـجـاب
وصـدق الله إذ يـقـول: وَمَـنْ أَعْـرَضَ عَـنْ ذِكْـرِي فَـإنَّ لَـهُ مَـعِـيـشَـةً ضَـنْـكـاً..
وَيَـقُـولُ: وَمَـنْ يُـرِدْ أَنْ يُـضِـلَّـهُ يَـجْـعَـلْ صَـدْرَهُ ضَـيِّـقَـاً حَـرَجـاً كَـأَنَّـمَـا يَـصَّـعَّـدُ فِـي الـسَّـمَـاءِ ...
وَيَـقُـولُ: وَمَـنْ يُـشْـرِكْ بِـاللهِ فَـكَـأَنَّـمَـا خَـرَّ مِـنَ الـسَّـمَـاءِ فَـتَـخْـطَـفُـهُ الـطَّـيْـرُ أَوْ تَـهْـوِي بِـهِ الـرِّيـحُ فِـي مَـكَـانٍ سَـحِـيـقٍ .
وَيَـقُـولُ: أَعْـمَـالُـهُـ
مْ كَـسَـرَابٍ بِـقِـيـعَـةٍ يَـحْـسَـبُـهُ الـظَّـمْـآنُ مَـاءً حَـتَّـى إِذَا جَـاءَهُ لَـمْ يَـجِـدْهُ شَيْـئًـا وَوَجَـدَ اللَّهَ عِـنْـدَهُ فَـوَفَّـاهُ حِـسَـابَـهُ وَاللَّهُ سَرِيـعُ الْـحِـسَـابِ ، أَوْ كَـظُـلُـمَـاتٍ فِـي بَـحْـرٍ لُـجِّـيٍّ يَـغْـشَـاهُ مَـوْجٌ مِـنْ فَـوْقِـهِ مَـوْجٌ مِـنْ فَـوْقِـهِ سَـحَـابٌ ظُـلُـمَـاتٌ بَـعْـضُـهَـا فَـوْقَ بَـعْـضٍ إِذَا أَخْـرَجَ يَـدَهُ لَـمْ يَـكَـدْ يَـرَاهَـا وَمَـنْ لَـمْ يَـجْـعَـلِ اللَّهُ لَـهُ نُـورًا فَـمَـا لَـهُ مِـنْ نُـورٍ...
|
|
|
02-20-2024
|
#7287
|
إنَّ فِـي الـقَـلـبِ أَسْـرَاراً وَحِـكَـايَاتٍ تَـبْـعَـثُ عَـلَـى الـانْـفِـرَادِ وَالـوَحْـدَة
وَإنَّ فِـي الـرُّوحِ آلَـامـاً وَأَوْجَـاعـاً تَـغْـزِلُ أَقْـمِـشَـةً مِـنَ الأَسَـى ، وَتَـحِـيـكُ أَثْـوَابـاً مِنَ الـشِّـدَّة
وَإنَّ فِـي الـنَّـفْـسِ غَـلَـيَـانـاً وَاضْطِـرَابَـاتٍ تَـكَـادُ تَـحْـرِقُ الـيَـابِـسَ وَالـخُـضْـرَة
وَهُـوَ اللهُ وَحْـدَهُ الـقَـادِرُ عَـلَـى مَـحْـوِ الـأَسَـى ، وَإطْـفَـاءِ الـحَـرَائِـقِ ، وَدَفْـعِ الـشِّـدَّةِ ، وَإيـنَـاسِ الـوَحْـدَةِ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|
02-20-2024
|
#7288
|
02-20-2024
|
#7289
|
غـربـة نشعـر بـها ! .. نعـم ! .. لكنَّـها تحتـاج لأنيـس يـربـت علـى كتفيـكَ ليقـول لـك بلسـان حـالـه ومقـالـه ! :
صبراً فإنَّ الفرج قريب ! .
|
|
|
02-20-2024
|
#7290
|
لا تلتفـت كثيـراً لانتقـادات المنتقـدين لـك ! ؛ ولكـن قـف مـع نفسـك وقفـة صادقـة ! ؛
ومـن ثَـمَّ تعـلَّم واجتهـد وصحـح ذاتـك وغيـرك ! ؛ولا تكـنْ مـن الغـافليـن !.
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
|
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
| | | | | | | | | |