فتياتنا والأمان

فتياتنا والأمان

لو غمرت كل أسرة بناتها بالحبّ وروتها بالحنان لتشبّعت نفسها الرّقيقة حتّى تطرد أي محاولاتٍ غريبةٍ تتطفّل على قلبها بحجّة الحب، ولسَلِمت بناتنا من تلك الفتنة الخطيرة، وما لجأت كل منهن للبحث عنها في دروب المعاصي. تختلف الفتيات ربما في طريقة التفكير ومقومات الشخصية وأشياء أخرى، لكنهن جميعًا يشتركن في أمرين هامّين، الخيال الواسع، والعاطفة الّتي فُطرن عليها، وكم من أفكارٍ خبيثةٍ تُبَثّ، وتُسرَّب إلى نفوس الفتيات البريئات دون وعي منهن، وبغفلةٍ منا حتى صار الحرام مقبولًا، وخفّت تلك الرهبة عند ذكره، ووصفه؛ لأن الجميع يراه ويشاهده واقعًا ولا يعترض أو حتّى يهجره، ولأنه طُرِح بكلماتٍ واضحةٍ، وفجةٍ، وصريحةٍ، وصادمةٍ، دون حياءٍ، وبصوتٍ عالٍ، على روافد الإعلام المختلفة.. فصار مألوفًا! انتبهوا للبنات، فالمرأة عماد البيت، وإن كان رجلها خيمتها وسترها وحصنها، فهي وتده وأرضه الخصبة الّتي يزرع في رحابها حياته بأكملها. الأم مسؤولة عن ابنتها، فإن كانت واعيةً، ومثقفةً فستقصِّر الطريق إلى النجاة، ولو كانت صديقةً لابنتها، تقرأها، وتفهم معانيها بيسرٍ، ووضوحٍ، فستكون هي صاحبة البصمة الأولى. فلتكن ابنتُكِ تحت جناحكِ، واصبري عليها، وليس شرطًا أن تكون نسخةً مُطابقةً منكِ، بل دعيها تختلف، وراقبيها، ودعيها تخبركِ بخبيئتها، واحفظي سرَّها، وداوي جرحَها، وشجِّعيها، وتحملي بعضَ النفور أحيانًا، فرَكْضُها نحوَ حضنكِ عندما تتوجَّع أكبرُ دليلٍ أن هذا النفور مفتعلٌ، أجبرها ما تمرّ به -من مراهقةٍ، وتغيرٍ نفسيٍّ- على إظهاره غضبًا، لكنها في الحقيقة تحبكِ بشدةٍ، وتحتاجكِ أن تكوني أمًّا، وحبيبةً، وصديقةً. أبناؤنا أوراقٌ نحن نكتبها، فلنجتهد لنكتب شيئًا يحبّه الله قبل أن يحبه الجميع. و الأب مسؤولٌ، فالبنات هدايا من الله، فلنفرح بالهدايا، ولنحسن استقبال تلك العطايا الثمينة . لا بدّ أن يستمع الأب الحنون لابنته، حتى لو كان حديثها في نظره تافهًا، وغيرَ هامٍّ، حتى لو حدثته عن دميتها إن كانت صغيرة، أو لو سألته عن رأيه في فستان، والأروع أن تناقشه عندما تنضج في مواصفات فارس الأحلام. وليمنحها وقتًا كلّ يوم، وينظر في عينيها بعمقٍ، ويربّت على كتفيها بحنانٍ، ويخبرها أنها قرّة عينه، وحبيبته، وأنه موجودٌ عندما تحتاجه. و الأخ مسؤولٌ، فأنتَ تخرج وتدخل، وتضحك، وتحلّق في سماء يومكَ مبتهجًا، وهي بين أربعةٍ من الجدران المزينة، تنتظر.. تنتظر منكَ أن تُبهِجها للحظاتٍ، أو تُدخِل عليها السرور بقفشاتكَ اللطيفة، فحاولْ أن تخبرها بأي موقفٍ طريفٍ مررت به في يومكَ، وخفِّفْ عنها، وخذْها واخرجا، وسِرْ معها قليلًا، لعلّ تلك الخطوات القليلة تدلُّها على طريق الأمان. أمّا تلك النبرة الحادّة، والصراخ المتواصل، والوجه العابس كلّما رأيت أختكَ، فلتبدلها بشيءٍ آخر محبّبٍ إلى نفسها، وأنت أعلم بأختكَ منا، فلتبحثْ عما تحبه، ولتتركْ بصمةً، وشيئًا ما تذكُرُك به يومًا ما، وإن مرّت السنون. وكما نوصيها دائمًا عليك فقد جاء دورك الآن. حنان لاشين

الموضوع الأصلي: فتياتنا والأمان || الكاتب: ريحانة القلب || المصدر: منتديات صواديف عشاق

https://s-eshq.com/vb

كلمات البحث

العاب ، برامج ، سيارات ، هاكات ، استايلات

صواديف عشاق معجب بهذا

المصدر: منتديات صواديف عشاق

---

tjdhjkh ,hgHlhk

عواافي لذلك الجلب وانتاجهه لنا رائع

طاب يومك خيراً

إرقاق إعزامي معجب بهذا

صواديف عشاق

مروركِ اضفى جمالاً لمتصفحي
وتواجدكِ أضاف بهجة للطرح
باقات الياسمين تعانق مبسمكِ

وسلمت أناملك على الطرح الجميل
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك
ننتظر كل جديد يفيض به قلمك

لك تحياتي وفائق شكري
ولك كل الاحترام

سُعدت بوجودك الرآقي سمو
تحيتي وتقديري