الخلاف والتفرق بين أبناء هذا الأمة واقع قدرا لا محالة بدلالة النصوص الشرعية ،
كما أنه حصل بالفعل قديما بشهادة الواقع ، وما زال مستمرا حتى يومنا هذا ،
نشاهده ونسمع به ، ولا يمكن لأحد قط أن يشكك في ذلك .
ومع واقع كهذا لا يكون الواجب والمقصود الأصلي : إنكار الخلاف أو تجاهله ،
وإنما المطلوب هو السعي شرعا لتوحيد الأمة ،
فإن لم يمكن ذلك بالكلية – وهذا هو الواقع - وتعذرت محاولات جمع المسلمين على كلمة سواء ، ووأد الخلاف بينهم ، فيبقى توجيه الجهد إلى ترشيد الخلاف وضبطه ، وتعلم آداب التعامل معه ، والتفرقة بين درجاته وأنواعه وأصحابه ، ومعاملة كل صنف بما يستحقه .
ومن الواجب أيضا : عدم تحول الخلاف إلى بغي وظلم وتنابز بالألقاب، والموازنة الدقيقة بين حق العلم ، وإظهار الحق، وبيان الصواب ، وإنكار البدع - وبين حقوق الإخوة وعدم تفريق الأمة ،