🌺لِماذا لَم يجبر الله كسري رغم دعائي إياه في سري وجهري؟!
🌺ج / أولًا: عطاء الله تعالى وجبره لكسرك موافق لحكمته ، فهو يجبر كسرك بحكمته البالغة ، فيعطيك ما يناسبك في الوقت الذي يناسبك.
🌺ثانيًا: ربما كان الذي نقص عليك ، في نقصه كمالٌ لك ، والحديث يشهد بذلك :
🌺«إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا و هو يحبه ؛ كما تحمون مريضكم الطعام والشراب ، تخافون عليه».
صحيح الجامع رقم: 1814
🌺فقد يفسد المال صاحبه ، ويصرفه عن طاعة ربه، ويلهيه عن الصلوات بالصفقات وعن الاستغفار في الأسحار بالمضاربة في البورصة وفروق الأسعار؛ ولذا كان من أروع ما قال محمود الوَرَّاق :
🌺قَدَرُ اللَّهِ كَائِنٌ ... حين يقضي وُرودَه
فأَرِدْ ما يكون إنْ ... لم يكُنْ ما تُريدُه
🌺فإن لم يفعل الله ما يريده العبد جعل الله عبده راضيًا بما يفعل ، وراحة الرضا في القلب أعظم وأتمُّ من راحة العطاء فيه.
🌺ويأتي هنا سؤال :
هل كُلُّ جبرٍ يجب أن يكون من نفس نوع الكسر؟
🌺والجواب :
قد يكون من نفس النوع و قد لا يكون ، لكن كلما قوي إيمانك كلما كان جبر الله لكسرك أسرع و أكمل ، فما تشعر معها بالنقص ، بل يمتلئ قلبك بالرضا ، ويفتح الله لك من محبته و توفيقه وألوان معارفه ما ينسيك كل كسر ، ويشغلك عن كل مُرٍّ.
واعلم كذلك أن الجبار حكيم ، فلا تستعجل الجبر ، فربما كان الخير في التأخير ، و مزيد الأجر و الفضل في إطالة أمد الكسر.