تمعن في الحياة ، فالحياة كلها تفاؤل..
عندما تمد بصرك للكون ، ستجد طاقة الحياة في أبهى حُللها ، تشع وتشرق وتتفاعل بإنسجام..
أنظر حولك لترى الزهور بألوانها الرائعة ، تتطلع للحياة بكل حب ومصداقيه..
انظر لتلك البذور التي تشق طريقها من الأرض نحوو الفضاء...
موقنة انها ستأخذ نصيبها من الحياة..
أينما تمد بصرك ستجد العمل والتفاؤل والسعادة والكفاح...
افتح قلبك للآخرين..
افتح نوافذك للحياة..
افتح ذراعيك لما ينساب من قوى الخير ، يحمله لك هذا
الكون العظيم بفضل الله..
عليك أن تدرك وتتيقن من أعماق قلبك أن الخير والفرح يُحيط بك من كل جوانب حياتك..
مع بداية يوم جديد وإشراقة جديدة وأمل جديد ، إستمتع برحلة الحياة..
النُضج عزيز جداً ، لا يُهدِيك ذاته إلا بعد أن يُذِيقك مرارة المواقف ، ويُجرّعك من كؤوس التجارب ، ويأخذ ضريبته من نفسك ..
لكنك فيما بعد ستشكر له كل ذلك ، بعد أن يجعلك خبيراً
في التعاطي مع الحياة ....
فيعلمك كيف تصل إلى مرحلة تقرأ فيها ملامح الدروب ، وتستشفّ محتواها قبل أن تمضي فيها قدماً ..
وتُقدِّر قيمة خطوتك ، فلا تبذلها في أي سبيل و درب
يلوح لك ، فتختار الطريق الصحيح ..
فسلام للناضجين ..
الذين لا يلتفتون للوراء ، الذين يأخذون همومهم على أنها عابرة ، وأحزانهم على أنها جسر ضيق ظهر أمامهم صدفة ، لكنه سيقودهم إلى نهايات مختلفة ..
للذين لايرمون إحباطاتهم على أحد ، ويسعون بجد لتغيير واقعهم ، للذين يمرون علينا بسلام....
للذين يتجاوزون كل مايؤذيهم صامتين مبتسمين..
لأهل النور والبهجة والكلمة الواحدة والوعود الصادقة ،
لأولئك الدافئين المشرقين الواثقين بالله ..
لا تفرط فيمن يجعل من أشيائك القليلة الصغرى سببًا حقيقيا للسعادة..
من يحلي لك الخبز بالملح ، ويطيبه لك بروحه وحبه..
من يكتفي بك حظًّا من هذه الدنيا ، ويغلق عليك قلبه ، راضياً بك حامدًا الله عليك..
من يتسع لأحلامك ، ويكون عونًا في تحقيقها..
من يكبر بك ، وتكون أنت امتدادًا لوجوده ، بل جوهراً لوجوده
من تتقاسم معه مشاعرك وهمومك وتفاصيلك التي تبدو تافهةً للناس ، فيصغي إليك إصغاء الأم الحنون، ويجعلك أول همه ، وأعظم نجاحات..
من تأوي إليه هاربًا من وعثاء الدنيا ورهق السفر في مدائنها ، فيبسط عليك ظلال أمانه وأنوار سكينته..
نعم أعلم أن هذا شديد عسير نادر ، لكن أقول لك :
قلبك يستحق أن تتعب من أجله ، فلا ترضَ بإقامة حياتك على أشلاء روحك ، ولو قبل الناس كلهم..