من قلب البساطة يأتي الجَمال

إياكم أن تُميتوا الطفل الذي بداخلكم ، إياكم أن تُغيّبوا صوته الجميل الذي يذكّركُم بالحياة ، لا تُلبِسوه ثوب النضج كلما أراد التحليق ، لا تمنعوه من ممارسة جنونه ، لا تفرِضوا عليه قوانين تُسارع عجلة العمر ، فهو الجزء النقي المتبقّي في داخلكم ..فلا تعبثوا بملامحه البيضاء ، دعوه ينطلق ويغني للحياة ، أحبوا من خلاله حياتكم كيفما كانت ، فالطفل سيخبركم أنّ حزنه لن يدوم فالحياة حتماً يوماً ستُرضيه..

اللهم يا سميع يا بصير يا من هو على كل شيء قدير يا من كان نعم المجيب لنوح لما دعاه يا ذا الجلال والإكرام ،
#اللهم حقق امنياتنا وبارك #اللهم فيها، يا مسبب الأسباب يا مفتح الأبواب يا مجيب الدعوات يا قابل الحاجات يا سامع الأصوات.
#اللهم إنّا ضيوفك و أنت أكرم الاكرمين، فبلّغنا كل ما نريد فليس ذلك عليك بعزيز..
#اللهم حقق لنا جميعاً مانتمنى، لا إله إلا أنت سبحانك إنّا كنّا من الظالمين نستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه
#اللهم صلي وسلم على رسول الله..

يا سامعاً أصوات الضعفاء إذا اشتكوا ..ما لنا سواكَ لدموعِ قلوبنا فاستجب..

لو كان للّيل فماً تفيض من حناجره كل أدمعنا المخبئة وأسرارنا الصامتة ، وخيباتنا الثقيلة وأفكارنا التائهة ، لامتلأَ هذا العالم بعتمة لا تنقشع وضجيج لا يهدأ وحرائق لا تنطفئ ، مدينون لك أيها الليل ، فأنت من تحمل على عاتقك كل أعبائنا دون أن تفضح سترها..
مدينون لك أيها الليل ، فأنت من تخفي انكساراتنا ، تسمع أنينَنا ، تحتوي قلوبنا..أنت صديقنا الوفي الذي دوماً يحتضنّا..

لم نصدّق يوماً هذا الكم من بشاعتهم مِن حولِنا ، لم نصدق هذا الكم من الزيف في أحاديثهم ، لم نصدق هذه الترهات التي لفظتها عقولهم ، لم نصدق لأننا أنقى من نواياهم ، لأننا حين نحب نذهب لوِجهتنا التي نحبها بكل إيمان ويقين وصدق ، لم نصدق لأننا لم نشبههم ، لكننا في نوبة يقظة نكتشف حقيقتهم وبأننا ضخّمنا ظنوننا البيضاء بهم حتى تعَملقت صورتهم في وجداننا ..وفي الواقع كان علينا تحجيمهم لمكانة تليق أكثر بسوء خفاياهم ..كان علينا أن لا نبالغ في نواياننا النقية اتجاه الآخرين ، فالصفعات لا تأتِ إلا ممن لامسوا قلوبنا بعمق واستثنيناهم عن الجميع..

خالفنا قانونَ الطّبيعة..
جعلنا قلوبنا ترتطم بـ قِيعانِ الوَهم فلا ترتد..أضعنا نصف أعمارنا ونحن نعيش في وهم رافضين الخروج لواقع يبكينا ..
واهمين نحن حين برّرنا انسحابهم المفاجئ بحجة الظروف ، حين سجَنّا أنفسنا في زنزانة الأمس ، رافضين كل فرصة بإمكانها أن تُصافحنا نحوَ آفاق جديدة وتمنحنا بهجة التحليق ، حين اتخذنا من البكاء عادتنا اليومية من بَعدِهم واعتنَقنا الحزن وما عُدنا نُجيد إلا لغة الشحوب والإنكسار وفقَدنا قدرتنا على مواصلة التقدم والأمل منذ أن واعدناهم ..
واهمون نحن حين عشنا ذكراهم رغم يقيننا بزيف حبهم لنا ..
نحن وإن صفعتنا حقيقة اكتشافهم فقد دمّرنا الوهم الذي كنا نعيشه معهم واستمرينا باختلاقه بعد فراقهم..
لم يخذلنا أحد نحن من خذلنا أنفسنا ولازلنا نخذلها حين نذكرهم بخير..

مصابةٌ بفزَع يُلاحقني لا أعلم كيف السبيل للتخلص منه ، أخاف أن تغادرني وجوه أحبها قبلَ أن يتَشبّع قلبي من الإبحار فيها ، أخاف يا صديقي أن أتفقّد رائحتهم الساكنة في ذاكرتي ، وتُعزّيني ثيابهم الصامتة على رف الأمس ، أخاف أن أتضَوّر لأصواتهم ، لأحاديثهم ، ويعود إليَّ صدى نداءاتي مخذولاً تائهاً ، أخاف أن أفتّش عن مقاعدهم ، أماكنهم ، عن الطرقات التي مرّوا عليها ، عن الأوطان التي سكنوا فيها وتصفعُني حقيقة سفرِهم الأبدي عن عالمي ، تعبت يا صديقي من هذا الخوف الذي يطاردني ، كأنني في عتمة تعتريني ، لا أعلم كيف أصف حزني فيها وأعجز عن كتابته أو شرحه لأحد ، أشعر فقط بالإختناق وانقباض قلبي ، كأنني أنتظر خبر سَيقتلني أو صدمة سَتودي بحياتي ، لم أعُد أقوى على تحمّل نبأ رحيل أحد ، منذ رحيل والدي وأنا أنهار بِبُطئ ، لا أحد يشعر بي ، أتوارى عن الجميع وأصرخ بصمت ، يوجعني فقدانه ، يبكيني رحيله دون أن أودّعه أو حتى أشتم رائحته أو أحظى بنظرة أخيرة منه ، مؤلم الموت ، موجع لنا ، أخبر يا صديقي كل من أحِب أن يبقوا بجانبي لا يتذمّروا منّي ، أعلم أنني أخنقهم بعناقي ، لكنني لا أريد خسارتهم ، لا أريد تركهم للموت ليخطفهم مني ، أنا ضائعة ، أخاف أن أنام وأستيقظ و لا أجدهم ، قل للموت أن يموت ، أخبره أن يترك أحبتنا ، أخبره أن يأخذني أنا ويتركهم ..أرجوك..

هناك مشاعر تأتي وكرامتنا تأبَى أن تعتنقها ، نتجاهلها رغماً عنّا ونتعمّد تهميشها ، لأنها ستوقعنا في وحل الهوان..
وهناك مشاعر تأتي حتى تصطحبنا إلى بر الأمان ، بعدَ أن كنا غارقين في طوفان الوهن ، تأتي لتدُلّنا على طريق السعادة التي تكمن بداخلنا وفشِلنا في العثور عليها بمفردنا..
ثمة مشاعر تأتي حتى تُعرّي لنا أقنعة هشة ظنناها يوماً ملامح مشرقة ، قد نلجأ إليها كلما أوشكنا أن ننطفئ..
نحن مزيج من المشاعر المضطربة ، كأمواج البحر لا نهدأ ، تُغيّرنا المواقف وتهزّنا الصدمات ..وتبقى مشاعرنا تتجدد حتى وإن شعرنا أنها يوماً جفت ، هي في مرحلة الهدوء الذي تمكث فيه لتستعيد نشاطها وتبدأ..

الآإشيِآإء التي لانستطيع بوحهآإ..تخنقنآإ..آإلــِف مّره..!!

كيَ تعيش بآقل قِدر من آإلمّ الخيبآإتِ..
..لاتتفآإئل بالآإشخآإصِ..ولكنِ تفآإئل بالحّيآإهُ..!!