أول كلام تكلم به سليمان بن عبد الملك حين ولي الخلافة أن قال :
"الحمد لله الذي ما شاء صنع ، وما شاء رفع ، وما شاء وضع ، ومن شاء أعطى ، ومن شاء منع ، إن الدنيا دار غرور ، ومنزل باطل ، وزينة تقلب ، تضحك باكيا ، وتبكي ضاحكا ، وتخيف آمنا ، وتؤمن خائفا ، تفقر مثريها ، وتثري فقيرها ، ميالة لاعبة بأهلها ، يا عباد الله ، اتخذوا كتاب الله إماما وارضوا به حكما واجعلوه لكم قائدا فإنه ناسخ لما قبله ولن ينسخه كتاب بعده اعلموا عباد الله أن هذا القرآن يجلو كيد الشيطان وضغائنه كما يجلو ضوء الصبح إذا تنفس إدبار الليل إذا عسعس".
"إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته،
وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره..
فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى : { ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين } ".
" المعصية تسبب محقَ البركة، وتسبب أيضا شرا كثيرا عليه في بدنه، وفي تصرفاته ،
هذا لا يستغرب، فإن المعاصي لها شؤم كثير، ولها عواقب وخيمة* في نفس الإنسان، وفي قلبه، وفي تصرفاته، وفي رزقه".
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الله اصطفى الكلام من : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، فإذا قال العبد : سبحان الله ، كتب الله له عشرين حسنة ، وحط عنه عشرين سيئة ، وإذا قال : الله أكبر فمثل ذلك ، وإذا قال : لا إله إلا الله فمثل ذلك ، وإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون سيئة"
قال الإمام ابن الجوزي رحمه اللّه :
" كُلُّنَا قَد أيقَنَ بالمَوتِ و مَا نَرَى لهُ مُستعدَّا ، و كُلُّنَا قد أَيقَنَ بالجنَّةِ و مَا نَرى لهَا عَامِلا ."